رئيس لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي في البرلمان بالإنابة، يدافع عن الوحدات الجهادية داخل الجامعات. البرلماني التربوي، رفض كل الاتهامات ضد هذا الجسم المثير للجدل، ووفقاً لـ(الجريدة) فمسؤول اللجنة يطالب بالدليل عن كل ما يُثار ضد هذه الوحدات، فهي وحدات تعنى بالشهداء والمجاهدين وتحريض الطلاب للدفاع عن العقيدة والوطن وبث جرعات توعية، فقط لا غير، وفقاً لقوله.
قبل منتصف العام 2014م وعقب مقتل الطالب علي أبكر، أصدر مدير جامعة الخرطوم صديق حياتي – وقتها- قرارات قضت بتصفية الوحدات الجهادية، ولا أعتقد أن قراراً كهذا صادر من مدير الجامعة، يصدر هكذا ببساطة ودون تثبّت من حقيقة نشاط هذه الوحدات، والقرار وحده كان كافياً دليل إدانة لهذا الجسم، لكن الذي حدث أن ذهب صديق حياتي بعدما قدم استقالته وبقيت الوحدات الجهادية ولا تزال مثاراً للجدل.
إذا أسقطنا كل التهم المثارة حول هذه الوحدات، وافترضنا بالكامل صحة حديث رئيس لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي في البرلمان بالإنابة، أن هذه الوحدات (تعنى بالشهداء والمجاهدين وتحريض الطلاب للدفاع عن العقيدة والوطن وبث جرعات توعية) هل الجامعة هي المكان المناسب لهذا النشاط؟؟.
حوادث اعتداءات طلاب الوطني على أركان النقاش التي تُقام داخل الجامعات لا تُعد، وحوادث الاعتداءات الأعنف على أساتذتهم معلومة، إن كان في جامعة الخرطوم أو النيلين، وانتخابات اتحادات الجامعات تقف شاهداً على هذه الوحدات.
الاتهامات لا تتوقف ضد طلاب الوطني الذين يتغذّون بالعنف من هذه الوحدات، الأجدى، بدلاً عن الدفاع عليها، التحقيق في الحوادث التي وقعت ولا تزال، هل تم التحقيق في قضية، المتهم فيها طلاب الوطني؟ هل تم التوصل إلى الجاني في أي من هذه القضايا بما فيها حوادث القتل؟.
العنف تم تثبيته باكراً في الخطاب السياسي، وما يأتي من الوحدات هذه ما هو إلا تتويج، والحديث عن عنف طلاب المعارضة، ما هو إلا ردة فعل للعنف الأصل. الذي ينبغي أن يتم، وقف الفعل الأصل، ولن يتم ذلك إلا بالضرب على جذر المشكلة، وواضح أن هذا أمر دونه الدماء، التصريحات التي خرجت دفاعاً عن هذه الوحدات تنبئ بذلك وأكثر.
معقول أن يخرج مثل حديث رئيس لجنة التربية والتعليم بالبرلمان بالإنابة عن (كادر عنف) لكن ليس معقولاً أن يدافع مسؤول في لجنة تحمل إسم التربية والتعليم عن (وحدات جهادية) إن كانت تنشط بالسلاح أو بالرسائل الجهادية. وهذا وحده يؤكد مدى قُدسية هذه الوحدات، إذا أصرت السلطة بمختلف قطاعاتها، نتيجة ذلك ستكون، المزيد من العنف والمزيد من الدماء.