لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير الرياضة السودانية وعشاق كرة القدم، يتوقع أن تنتهي مباراة الهلال والأهلي مدني التي جرت عصر الجمعة الماضي، في الأسبوع الثاني والعشرين من دوري سوداني الممتاز، أن تنتهي بهذه الصورة المؤسفة التي نعت السلوك الرياضي إلى مثواه الأخير برعاية كريمة من مولانا بدرالدين عوض الله رئيس نادي الأهلي مدني الذي نزل لأرض الملعب في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة وطلب من لاعبيه عدم مواصلة اللعب، إحتجاجاً على قرارات الحكم السموأل محمد الفاتح الذي احتسب ركلة جزاء لصالح النيجيري عزيز شيبولا بعد عرقلته من قبل أحد مدافعي سيد الأتيام.
واذا كان الوسط الرياضي صدم بالنهائية المحزنة للمباراة فان الصدمة كانت أكبر على جماهير الهلال التي رأت فريقها يترنح في الملعب للمرة الثالثة على التوالي ويفشل في الفوز على فريق لعب بتسعة لاعبين معظم الشوط الأول،
مما ترك أكثر من علامة استفهام في الوقت الذي طرح فيه بعض الخائفين على الفريق من مجهول المباريات السابقة هل (بدأ سيناريو الإنهيار) لأن ما قدمه الهلال في مباراة الأهلي مدني أمس الأول، يشير إلى التراجع الكبير الذي حدث في المستوى الفريق الذي تحول 180 درجة عن مستواه الذي لعب به مباريات (الخرطوم الوطني، المريخ وهلال كادوقلي) وتحول من فريق يفرض أسلوبه على منافسيه إلى فريق يبحث عن النجاة، وعاجز عن إجبار منافسيه على الإستسلام.
كشفت مباراة الخميس الماضي التراجع الكبير في مستوى الهلال الذي لم يقدم مباراة تذكر وفشل في فرض أسلوبه على الأهلي مدني الذي استلم سلاح العنف والبطلجة والإرهاب، وفي نفس الوقت كشفت ضعف مردود الفريق وخروج خطوطه الثلاث من الخدمة بداية بالدفاع الذي كان مرتبكاً والوسط الذي فشل في الربط وضبط الإيقاع والهجوم الذي أصيب بالشلل تام بعد استسلام الزيمبابوي ادوارد سادومبا للرقابة التي فرضت عليه وزاد على ذلك باضاعته لركلة الجزاء الذي ارتكبت مع زميله معاوية فداسي الذي كان أفضل لاعبي الفريق بجانب النيجيري عزيز شيبولا الذي السبب المتاعب لدفاع الأهلي مدني.
ما بين انسحاب الأهلي مدني وضعف مردود الهلال، كشفت المباراة الـأخيرة أـن الهلال في حاجة ماسة لتدخل جراحي من قبل الروماني ايلي بلاتشي المدير الفني للفريق من أجل إعادة الأمور الفنية إلى نصابها قبل وقوع الفأس على الرأس.
صحيفة آخر لحظة