رحب نشطاء في مجال حقوق المرأة في مصر بإلقاء القبض على طبيب كان أدين بقتل فتاة بالخفي أول مرة في مصر تجري فيها محاكمة بشأن الختان في 2015.
وكانت محكمة بمحافظة الدقهلية، في دلتا النيل في مصر، برأت الطبيب رسلان فضل من تهمة القتل الخطأ للطفلة سهير الباتع، 13 عاما ويعتقد أنه ظل يمارس عمله بشكل طبيعي.
لكن محكمة الاستئناف قضت بالسجن لمدة عامين على الطبيب بتهمة القتل الخطأ، وثلاثة أشهر أخرى لاجرائه العملية الجراحية غير القانونية.
ومن المقرر أن يسجن الطبيب في قضية إجراء الختان فقط بعد التصالح مع أسرة الفتاة في قضية القتل الخطأ.
وتوفيت سهير في يونيو/حزيران 2013. ونفى الطبيب قيامه بختانها وقال إن وفاتها ناجمة عن حساسية.
وكانت المحاكمة هي الأولى التي تجري في مصر بشأن الختان.
ورغم حظر ممارسة الختان في مصر منذ عام 2008، إلا أنها ما زالت من الدول التي تشهد أعلى معدلات للختان في العالم إذ تنتشر ممارسة تلك العمليات خاصة في الأحياء الفقيرة والريف والصعيد.
ووفقا للاحصاءات الرسمية للأمم المتحدة، فإن اكثر من 90 بالمئة من النساء بين سن 15 إلى سن الستين جرى ختانهن.
وقالت سعاد ابو دية ممثلة منظمة “المساواة الآن” في أفريقيا والشرق الأوسط والتي كانت دعت إلى المحاكمة إنه يتعين على مصر اتباع سياسة “عدم التسامح نهائيا” تجاه ممارسة ختان الإناث وما يتضمنه ذلك من اتخاذ اجراءات قانونية عاجلة تجاه العاملين في المجال الطبي الذين يشاركون في ذلك.
وأضافت “إما أن ينفذ ذلك أو ستظل الفتيات في مصر يعانين أشد انواع الانتهاك الانساني”.
وكان حكم البراءة في إجراء العملية جاء على الرغم من أن القانون المصري يجرم القيام بعمليات الختان، وقررت المحكمة فقط تغريم الطبيب ودفع تعويض قدره خمسة آلاف جنيه مصري لوالدة الطفلة.
واعرب نشطاء، الذين رأوا ان هذه المحاكمة خطوة هامة، عن صدمتهن إزاء اطلاق سراح الطبيب في حكم وصف بأنه “لم يحقق العدالة للطفلة سهير”، لكن يبدو أن الضغوط أعادت القضية إلى الساحة من جديد.
وتوفيت سهير الباتع، التي كانت تقيم في قرية صغيرة على مشارف مدينة المنصورة في محافظة الدلتا، بعد مزاعم عن اجبار والدها لها على أن تخضع لعملية ختان.
BBC