لم ولن أكون متعصباً في حياتي، وهذا ليس في الرياضة فقط، بل في كل مناحي الحياة، فالتعصب «المرضي» لا يُضيف للإنسان شيئاً، خاصة إذا لم يكن تعصباً وطنياً، أو لأمور تخص الوطن.
ومن خلال متابعتي لوسائل التواصل الاجتماعي، وجدت أن الغالبية من مستخدميه، خاصة من المراهقين، ومن هم أعمارهم صغيرة متعصبون للفرق والأندية واللاعبين الأجانب، أكثر من تعصبهم لمنتخبات وأندية ولاعبي بلدانهم، وأي كلمة نقولها عن ميسي أو رونالدو أو توتي أو مورينيو أو هازارد أو جوارديولا أو زيدان، أو إن تحدثنا عن الأرجنتين والبرازيل وألمانيا وإيطاليا والبرتغال، وكأننا تحدثنا عن منتخبات دولهم التي يحملون جنسيتها.
أما الحديث عن برشلونة والريال وتشيلسي وآرسنال وروما واليوفي وغيرهم، فكأنما نتحدث عن «شرف وعرض البعض»، ممن لا يقبلون لا النقد ولا الحوار، ولا حتى مجرد إبداء رأي معارض لرأيهم.
وقبل لقاء فرنسا بالبرتغال، كانت معظم الترشيحات تصب في مصلحة أصحاب الأرض، ولكن المشكلة أن البعض شجع البرتغال حباً في رونالدو، وتعصباً للنادي الذي يلعب له، أي ريال مدريد، وليس حباً في منتخب البرتغال، وأي توقع بفوز فرنسا، كما كتبت على حسابي في «تويتر» قُوبل بموجة شتائم، أكدت لي أن مبادرة صحيفة «الاتحاد» #علق_بإيجابية يجب أن تستمر، من دون توقف، حتى يتم تربية جيل جديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، يفهم معنى أن يتمكن الإنسان من كتابة رأيه، من دون أن يُجابه بهجمات شرسة من عقول صغيرة، لا تفهم معنى أن يتحاور الناس بهدوء وبعقلانية، مع يقيني أن غالبيتهم من المراهقين، ولكن هناك نسبة لا بأس بها من المخضرمين الذين سمحت لهم الإنترنت بالتواصل مع الآخرين مباشرة ومن دون قيود، معتقدين أن الحرية تكون في شتم الآخرين وتسفيه آرائهم، والنيل منهم شخصياً فقط، لأن آراءهم لم تعجبهم.
وبكل الأحوال، وإن لم أكن من محبي رونالدو كشخص، وهذا الكلام بعد لقائي به شخصياً أربع مرات، وإدارة ندوة له لأكثر من ساعة، إلا أن هذا لن يمنعني ولن يغير من حقيقة أن رونالدو يستحق أفضل لاعب في العالم لعام 2016، فيكفيه أن نال لقب دوري أبطال أوروبا مع الريال، وحقق لبلاده أول لقب كبير في تاريخها.