حسن فاروق : الصفقة

اواصل في هذه المساحة قراءتي لما جاء في المؤتمر الصحفي للوزير الاتحادي حيدر جلاكوما، والذي حمل تناقضا واضحا في بعض الجوانب منها نفي الوزير لوجود صفقة بينه والاتحاد السوداني لكرة القدم، تم بموجبها توقيع الاتفاق الذي اطلق عليه (اطاري) وهو ماذكره الدكتور كمال شداد في حديثه لبرنامج عالم الرياضة بتلفزيون السودان بامكانية حل الازمة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالاتفاقية المذكورة، مؤكدا ان التقدير الاول والاخير للاتحاد الدولي لكرة القدم في قبول الاتفاقية او رفضها، بمعني أن قرار الوزير الاتحادي حيدر جلاكوما، بالتمديد لاقيمة له ولن يدخل حيز التنفيذ مالم توافق عليه الفيفا، لذا لم افهم ماكتب عن غضب علي القرار وغضب علي الوزير وهجوم عليه، طريقة العنتريات ومحاولة تشكيل راي عام داخلي حول مثل هذه القرارات، يؤكد مع الاسف بعدنا عن الكيفية التي تدار بها المنظومة الرياضية، واصرار علي البحث عن ادوات ضغط داخلية من خلال الحكومة والوزير والمفوضية وغيرها لانتزاع قرار لايمكن انتزاعه الا في الاحلام، بمعني ان كل من جلسوا في المؤتمر الصحفي وهاجوا وماجوا وارغوا وازبدوا، وهاجموا الوزير بسبب قرار التمديد (مع وقف التنفيذ)، بعيدين كل البعد عن الكيفية التي تدار بها كرة القدم، لأنه ببساطة ليس قرار الوزير، بل ان الوزير سعي من خلال هذا القرار للخروج من الورطة التي ادخل فيها الكرة السودانية، وبحث عن القشة التي تنقذه فوجدها عند الاتحاد السوداني، وهي الحقيقة التي لن تفلح كل محاولات الهروب منها، لذا قد لايتوقف الاتفاق او الصفقة عند هذا الحد، وقد تكون مع عملية انقاذ موقف الوزير، صفقة اخري لم يعلن عنها تضيف مكسبا لموقف الاتحاد في الانتخابات القادمة.
ومن خلال تصريحات الوزير يمكن ان نقف علي وجود صفقة بين الطرفين رغم نفي الوزير وجود هذه الصفقة فقد جاء في جزئية من حديثه مايلي : ( نفي الوزير دخول وزارته في صفقة مع اتحاد الكرة السوداني للخروج من الازمة) انتهي وفي جزئية ثانية ذكر الآتي : ( وقد كنا كذلك في حالة تشاور مستمر مع رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم معتصم جعفر، للبحث عن مخرج لهذه القضية فخرجنا بخارطة الطريق) انتهي .. كلها تصريحات من الوزير وعلي لسانه لذا استغرب لانفعال المنفعلين وهياج الهائجين والمطالبن برأس الاتحاد الحالي حتي ولو كان الثمن تجمد النشاط الرياضي، فالوزير اعترف ان الورطة لايمكن حلها الا بالجلوس مع الاتحاد الحالي ( تشاور مستمر مع رئيس الاتحاد السوداني معتصم جعفر) ده كلام الوزير، بمعني ان الامر لم يتم بين يوم وليلة، واري ان الرجل كان متصالحا مع نفسه باعتراف بالازمة التي ادخل فيها الكرة السودانية وبحثه عن حلول لها عن طريق الاتحاد نفسه المغضوب عليه، بحسابات الربح والخسارة قبول الاتحاد الحالي بالصفقة التي نفاها الوزير، قد ينقذ الكرة السودانية من التجميد لأن القول الفصل عند الفيفا، التي قد ترفض مبررات الاتحاد للتمديد وعقد الجمعية العمومية بعد تسعة أشهر.
دليل آخر علي ضعف الموقف الحكومي ممثلا في الوزير اكده الوزير نفسه من خلال المؤتمر الصحفي عندما ذكر الآتي: ( قال الوزير إن خارطة الطريق ( بين الوزارة والاتحاد)، حملت البنود التالية مخاطبة الاتحاد الدولي لكرة القدم بتفاصيل الاتفاقية الاطارية، وأن يتضمن خطاب الاتحاد السوداني لكرة القدم أنه ليست هناك مشكلة تواجه الاتحاد تتطلب تدخل الفيفا) انتهي .. وبالدراجي الفصيح ( يعني ياناس الاتحاد لما تمشوا تقابلوا الفيفا ماتقولوا ليهم انه عندنا مشكلة مع الوزارة تتطلب تدخلكم اقنعوهم انه ماف مشكلة واننا متفقين ووصلنا لاتفاق) .. هنا اكتملت الصفقة التي نفاها الوزير، وحتي هذا الجزء من حديث الوزير به تأكيد علي انه في وضع لايحسد عليه، فلماذا الهياج والانفعال ومهاجمته؟ اواصل

Exit mobile version