قبيل أشهر، أطلق الفنان الشاب طه سليمان مؤتمراً صحافياً، دشنّ خلاله فيديو كليب (بعيد عنكي)، ذلك المؤتمر الذي وجه خلاله إساءات بالغة للصحافة والصحفيين، ملمحاً إلى أن ذممهم قابلة للبيع والشراء، تلك الإساءات التي رفضها قطاع عريض من الصحفيين والذين وجهوا انتقادات عنيفة لذلك الشاب، الأمر الذي دفعه لـ(الانبطاح) بعدها وتقديم اعتذاره.
أمس، لم تختلف الصورة كثيراً، فطه سليمان – (سلطان زمانو) – عاد من جديد لممارسة الصلف والغرور و(الجهل)، وذلك عندما قام – خلال المؤتمر الصحفي لمناقشة مسلسل وتر حساس – بالتساؤل عن أدوار الصحافة الفنية بصورة (مستفزة) للغاية، قبيل أن يلمح – وبصورة غير مباشرة – إلى أن الصحفيين مصابون بـ(أمراض نفسية)، ذلك الأمر الذي دفع بعدد من الصحفيين الموجودين بالمؤتمر للاحتجاج وبشدة على ذلك الأسلوب (غير المحترم) في النقاش.
قبل كل شيء دعونا – كصحفيين – نلوم لأنفسنا قبيل أن نلوم طه سليمان، فنحن – الصحافيين – من نصنع (الأصنام) المشابهة لأنموذج طه، وذلك عبر استضافتهم خلال صفحاتنا، والاهتمام بأخبارهم وملاحقتها، في الوقت الذى نمارس فيه تجاهلاً واضحاً للكثير من الفنانين (الحقيقيين)، ذلك الأمر الذي أسهم في انتفاخ أولئك بصورة ملحوظة، وجعلهم يتعاملون مع الصحافة بذلك الشكل (المُقرف).
تلميحات (أحمد السقا) – أقصد طه سليمان – والتي دارت حول إصابة الصحفيين بـ(أمراض نفسية)، هي تلميحات مردودة إلى صاحبها، فهو الأحق بأن نتساءل عن إصابته بمثل تلك الأمراض، خصوصاً وهو يثبت لنا ذلك وبالدليل القاطع، فهو مرة يسعى لأن يصبح كاتباً صحفياً، ومرة أخرى إلى أن يصبح مقدم برامج، وأخيراً – وليس آخراً – ممثلاً!.. ذلك النهج الذى يؤكد أنه يعاني من (نقص حاد) يريد أن يعوضه عبر ذلك النهج الذي يتبعه – وليس من أجل أن يصبح فناناً شاملاً – كما ظل يدعي مؤخراً.
صدقوني، لست نادماً على الإطلاق على دعمي الشديد لمسلسل “وتر حساس” ووقوفي إلى جانب طه سليمان في ذلك، فتلك حقيقة لا جدال عليها، ولن أبخسه فيها ما يستحق، لكنني كذلك لن أسمح له على الإطلاق – ولا لأي فنان آخر – بأن يسعى للتقليل من شأن الصحافة أو الصحفيين، فهي من منحتهم كل ذلك البريق وتلك النجومية التي يتفاخرون بها وسط الناس، و(عيب) كبير أن يبصق أحدهم داخل (ماعونها) الذي أكل فيه ذات يوم.
ما أدهشني جداً خلال ذلك المؤتمر (السخفي) – وليس الصحفي – هو (تقليد) الممثل جمال عبد الرحمن لـ(شريكه الجديد) طه سليمان، ومحاولاته المستمرة في السخرية من بعض الأسئلة التي كانت تطرح داخل المؤتمر، إضافة إلى تركيزه في منح الفرص على رفقاء وزملاء طه سليمان والذين قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر. ونصيحتي لجمال، أن يبتعد بقدر الإمكان عن كسب عداوة الصحفيين، وأن يتعامل بشخصيته هو، لا بشخصية (شريكه الجديد).
أخيراً، على طه سليمان أن يعمل وبسرعة على مراجعة علاقته بالصحافة، وأن يغسل قلبه من (السواد) الذي يسيطر عليه تجاهها، ذلك (السواد) الذي يثبت طه سليمان وجوده كلما اجتمع بأهل الصحافة في مكان ما – حتى وإن كان مؤتمراً يناقش نجاح إحدى تجاربه الفنية – وتلك نقطة أخرى ربما تعيدنا إلى جزئية (الأمراض النفسية)!
جدعة:
بالأمس فقط، أدركت تماماً أن طه سليمان ينقصه الكثير جداً ليتحدث عن الجوانب الإنسانية في المجتمع، ويلزمه الكثير جداً ليكون هو الشخص المناسب ليقود الفنانين لأداء أدوارهم تجاه مجتمعهم، فالفنان الذي لا يحترم الصحافة لا يحترم مجتمعه.
شربكة أخيرة:
رغم أن حسين الصادق هو (الدكتور) إلا أنه لم يُشخص ذات يوم أي (أعراض مرضية)، لدى الصحفيين برغم النقد المستمر الذي يجده، لذلك يجد منهم كل الاحترام والتقدير، وعن الفرق بين حسين الصادق وطه سليمان نعود غداً لنحكي.. فقط انتظرونا.