ألمانيا تشعر بالخوف
ظلت ألمانيا في مأمن نسيباً من الإرهاب الذي ضرب بروكسيل وباريس ونيس، ولكنها في غضون أسبوع واحد شهدت أربع عمليات إرهابية جعلت الشعب الالماني يشعر بالرعب، وفي عالم السياسة الخوف هو الشعور الوحيد الذي يحرك السياسيين ويحدث التغيير، فإلى أين تتجه ألمانيا بعد أن بدأت تشعر بالخوف جراء تعرضها لأربع عمليات في غضون أسبوع واحد، اثنان من منفذي العمليات لهم ارتباط بالجماعات المتطرفة، ولكن الرباعي كان من المسلمين، واحد من مواليد ألمانيا والثلاثة من الوافدين الجدد، الأمر الذي يثير الكثير من الأسئلة حول علاقة سياسية فتح الأبواب أمام موجات اللاجئين التي اتبعتها المستشارة أنجيلا مريكل بهذه العمليات، ومع سعي حكومة ميركل حث المواطنين الألمان على التفريق بين اللاجئين والإرهابيين وعدم التعميم نجد الأحزاب والمنظمات المناهضة لسياسات ميركل بشأن اللاجئين تهتبل مثل هذه الفرص لتذكيرها مرة تلو الأخرى أن سياسة فتح الأبواب هي السبب الرئيس في وصول الإرهاب إلى أبواب ألمانيا.
وذهبت صحيفة (التايمز) البريطانية إلى أن ميركل تواجه ردود فعل غاضبة بشأن المهاجرين. ولفتت إلى أن “الأيام السبعة الأخيرة وضعت الحياة في ألمانيا في خطر، إذ اضطر الألمان إلى تجنب المواصلات العامة والأماكن المكتظة بالناس، وكذلك عدم حضور المناسبات العامة والاحتفالات التي تقام في ميونيخ”، ولكن هل تدفع حالة الخوف الراهنة الحكومة الألمانية إلى اتباع إجراءات أمنية صارمة؟ وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير يرد في مقابلة مع مجلة شبيغل الألمانية الألمانية بالقول إن ألمانيا لن تتحول إلى إسرائيل ثانية بنقاط تفتيش وقوات أمنية منتشرة في كل ركن، وعلى كل تقاطع بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مدن المانية مختلفة، وأضاف أنه ليست هناك دولة دستورية في العالم قادرة على منع كل جريمة أو كل مجزرة أو كل عمل إرهابي بيقين. وأكد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أن الألمان يجب أن يعوُّدوا أنفسهم على رؤية إجراءات أمنية مشددة في الفعاليات العامة الكبيرة مثل المهرجانات والمباريات الكروية والطقوس الدينية
تداعيات حالة الخوف التي اجتاحت المدن الألمانية ستكون وخيمة على سياسة ميركل بشأن اللاجئين الذين أصبحوا موضع شك واتهام من قبل الكثير من الشعب الألماني بل من الشرطة الألمانية التي أعلنت أنه يوجد اشتباه بعلاقة المئات من اللاجئين بالإرهاب، وقال مصدر بالشرطة الاتحادية لصحيفة (نيو اوسنابركير زيتونغ) الألمانية إنه يزداد عدد اللاجئين الذين يشتبه بتورطهم في أنشطة إرهابية، ويدور الحديث عن 410 من المشتبه بهم، ويجري التحقيق في 60 حالة
الخوف يمكن أن يدفع إلى اتخاذ سياسات أكثر تشدداً تجاه اللاجئين واستقبالهم في ألمانيا.