٭ أعلنت مجموعة من المضيفات العاملات في إحدى الخطوط الجوية الأوروبية إضرابا عن الابتسام لكل المسافرين علي متن طائرات تلك الخطوط، بعد أن إمتنع المدير العام لهذه الشركة عن زيادة للأجور طالبن بها، وقال لهن مستهزئاً: إن عليكن أن تشربن من البحر، إلا أنه وبعد أسابيع من امتناع الوجوه الجميلة عن تقديم الابتسامة للمسافرين لاحظ المدير العام أن أعداد المسافرين قد بدأت في التقلص، فتأكد له أن المضيفات وهن يوزعن التكشيرة الحادة بدلاً عن الابتسامة الحلوة، قد أدى إلى هروب الكثير من المسافرين إلى شركات أخرى، فأضطر مرغماً على زيادة أجور المضيفات، فعادت الابتسامة إلى وجه المدير بعد طول غياب.
٭ تعرضت زوجته إلى حريق أدى إلى تشويه ملامحها مما جعلها تغلق على نفسها أبواب غرفتها لا تريد أن ترى أحداً ولو كان زوجها، ذات يوم أدعى أمامها أنه تعرض إلى إصابة جعلت منه كفيفاً فأخذت تتحرك أمامه في المنزل على طبيعتها، دون أن تعلم أنه يرى وأن إدعائه بالعمى ما هي إلا رواية صنعها لكي لا تمشي أمامه بوجه غير وجهها، بعدها بأشهر ارتحلت زوجته فلاحظ المشيعون أنه لم يكن يمسك بيده عصا يتحسس بها طريقه كما كان يفعل في الماضي، وأن المسألة كلها رواية كان يخدع بها زوجته لتعيش على طبيعتها أمام عينيه، هكذا الحب أعمى ولكنه يرى.
٭ ما غادر الشاعر صلاح أحمد إبراهيم إلى أرض خارج السودان إلا وحمل معه قنينة صغيرة معبأة من مياه النيل، وقد روى رفيق أيامه علي المك أن صلاح نسي مرة أن يضع هذه القنينة داخل حقيبته، فأصر أن يسافر عائداً للسودان لأخذها، إلا أن الشاعر سيد أحمد الحاردلو الذي كان يعلم مدى غلاوة هذه القنينة عند صلاح، قام بإرسالها له مع أول مسافر متجه للجزائر التي كان يعمل بها سفيرا آنذاك، فاستراح صلاح بعد عودة قنينة معبأة بمياه النيل إلى أحضانه.
٭ كاشفني الاخ العزيز منتصر محمد سعيد ابن خال الفنان محمد وردي أنه منذ أن غادرنا الراحل الحبيب ظل مواصلا لزيارة قبره سراً، دون أن يعلم بذلك أحد، وأضاف أنه كان يبدأ بقراءة الفاتحة علي روح المرحوم، ثم يبدأ بالكشف له عن أوجاع لفقد نهر أمواجه من الموسيقى، طالما ما نهل منه الشعب السوداني، هذا الشعب الذي لم ينس ما قدمه له وردي على مدى نصف قرن من أغنيات خلدت في أعماقه، وأشار إلى أن كل بيت سوداني لن ينسى هذا العملاق ما طارت حمامة حول الكعبة المشرفة أو هبت نسائم مباركة من القبة الخضراء.
٭ امتنع الشاعر الراحل محمود أبوبكر، شاعر الأغنية الوطنية (صه يا كنار) عن تناول فاكهة البرتقال، وذلك بعد زواجه مباشرة، وكان يردد دائما أن لون البرتقال يذكره بلون زوجته، وبذلك يصبح حرام عليه أن يتعرض لها بلمسة من سكين، أما الشاعر إسماعيل حسن فكان إذا تمردت عليه القصيدة وأبت أن تمنحه الحق في أن يتنفس عطرها، تسلل إلى تحت سريره ساعة أو ساعتين، وهو يجاهد في إقناع هذه القصيدة بالكتابة إلى أن تتنازل له عن الحق في كتابتها، أما الشاعر الكبير محمد أحمد الشيخ (الجاغريو) فقد أضاع عمامة أهدتها له واحدة من أخواته ويروى أنه لم يفكر في وضع عمامة غيرها على رأسه إلى أن رحل.
هدية البستان
يلاك بعيد نرحل لى دنيا حنيه
نعيش لوحدينا وسيرتنا منسيه
أوسدك قلبى وارعاك بعينيه
وأسقيك مياه توتيل علشان تعود ليه