{كالعادة، لم تخرج القمة العربية في دورتها السابعة والعشرين عن سابقاتها، من حيث ضعف اهتمام القادة العرب بها، ورتابة وتكرار نصوص بياناتها الختامية، وزاد على ذلك ضعف المشاركات على مستوى الرؤساء والملوك .
{لأسباب أمنية وسياسية وأخرى صحية، اعتذر عدد من الرؤساء والملوك عن حضور القمة، مع أن دولة متمسكة بعروبتها، وممثلة وحيدة للثقافة العربية في أقاصي غرب أفريقيا، كانت تستحق الدعم المعنوي لشعبها والمؤازرة السياسية والدبلوماسية لحكومتها وهي تحمل لواء الجامعة العربية جوار “السنغال” و”مالي” و”غينيا بيساو” ومن ورائها “سيراليون”.
{ولكن ربما كان لعلاقة “موريتانيا” بجبهة “البوليساريو” المعادية للمملكة “المغربية” وخصمها المنازع على الصحراء الغربية، آثار وظلال على مشاركة بعض الدول العربية المتعاطفة مع المغرب في هذا الملف .
{ورغم أن السودان من بين (28) دولة أفريقية وقعت مؤخراً على مذكرة تطالب بطرد “البوليساريو” من الاتحاد الأفريقي بعد طلب “المغرب” العودة للاتحاد – دول عربية أفريقية أخرى لم توقع على المذكرة – إلا أن الملاحظ أن السودان تربطه علاقات متينة وعميقة مع الدولة الموريتانية، لم تتأثر بملف الصحراء الغربية، وهذا من حسنات الدبلوماسية السودانية .
{يبقى أن نردد أسفنا على عجز القادة العرب عن الارتفاع إلى مستوى مسؤولياتهم العظيمة في التداعي بجدية إلى جامعتهم العربية، والتفاعل مع قضايا أمتهم المواجهة بالعديد من التحديات والمجابهة بالكثير من الاتهامات .
{متى ترتفعون يا كبار العرب إلى درجات الإحساس بمشاغل وهموم شعوبكم، متجاوزين اهتماماتكم الصغيرة بأمنكم الشخصي، وترتيبات أماكن إقاماتكم التي ينبغي أن تكون دائماً مخملية ومترفة !!
{التحية هنا للرئيس “البشير” الذي كان أبرز نجوم القمة، ولأمير الكويت “صباح الأحمد الصباح” الذي أصر على المشاركة في القمة، رغم طول الرحلة ومشاقها عليه، ولكن هكذا عودتنا “الكويت” أن تكون في مقامات التحدي والمسؤولية.
المجهر السياسي