انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر تعليقات تفيد بقدرة لعبة بوكيمون غو على محاربة الاكتئاب، وعلى تحسن الصحة النفسية للعديد من اللاعبين. فهل الأمر كذلك؟ نحاول في هذا الموضوع الإجابة على هذا التساؤل.
أثارت لعبة “بوكيمون غو” ضجة كبيرة في العالم منذ إتاحة هذا التطبيق حديثا، إذ أن اللعبة نجحت في إثارة الجدل بين مؤيد ومعارض، كما أن بعض الدول منعتها لأسباب أمنية مثل اندونيسيا. في ما ركزت دول أخرى مثل السعودية على الجانب الديني وأصدرت فتوى بتحريمها انطلاقا من فتوى قديمة سابقة حرمت مشاهدة البوكيمون والتعامل معه.
إلا أن الملفت للنظر أنه وبالرغم من التحذيرات العديدة التي انتقدت اللعبة، فإنها ما زالت تحظى بالإعجاب، كما أن تطبيق اللعبة تم تثبيته حوالي 30 مليون مرة منذ إتاحة اللعبة للجمهور بداية شهر يوليو لحالي. وانتشرت العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر والتي تفيد بمساهمة اللعبة في تغيير حياة اللاعبين للأفضل ومحاربة الاكتئاب، وقال أحد مستخدمي اللعبة: “لقد غيرت لعبة بوكيمون غو حياتي إلي الأفضل، وذلك في أسبوع واحد فقط. فقد كنت أعاني من اضطراب في الشخصية واكتئاب وقلق لكن اللعبة ساعدتني على الخروج من المنزل”. وقال لاعب آخر: “لعبة بوكيمون غو هي علاج أفضل لاكتئابي”. كما نشرت إحدى الأمهات المعنفات “بوكيمون أخرجتني من المنزل، وأفرح برؤية أطفالي وهم يصطادون البوكيمون”.
بوكيمون والاكتئاب
مجلة شتيرن الألمانية نشرت تقريرا عن الموضوع، حيث وجهت سؤالا لرئيس قسم الطب النفسي في جامعة لايبزغ د. أولريش هيغيرل عما إذا كانت اللعبة الشهيرة قادرة فعلا على محاربة الاكتئاب لدى المرضى؟
ووفقا للخبير الألماني فإن الاكتئاب له مراحل متعددة، وقد يحدث نتيجة ضغوط من حولنا وتتغير حالاته بزوال المسبب، إلا أن القول بكل بساطة بأن اللعبة تستطيع معالجة المرضى الذين لديهم اكتئاب، فإن “هذا أمر غير علمي وغير ممكن”.
ويقول الخبير النفسي من جامعة لايبزغ: “قد تساعد اللعبة لمن لديهم إكتئاب بسيط، بحيث تجبرهم على مغادرة منزلهم، والتعاون مع الآخرين من أجل اصطياد البوكيمون”، فاللعبة هنا قد تكون دافعا من أجل التغيير. ويتابع “تطبيق هذا الأمر غير ممكن بالنسبة لمن يعانون اكتئابا حادا، إذ أنهم سوف ينظرون لشروط اللعبة بأنها تشكل عبئا إضافيا عليهم، وهي هنا غير مفيدة”. لذلك يرى الطبيب النفسي “أن من يرى أن هذه اللعبة قد تساهم فعلا في تحسين حالته النفسية فليفعل ذلك”.
وكان أطباء وأخصائيون نفسيون، قد حذروا مرارا من التأثيرات السلبية على الصحة النفسية والجسدية، وذلك لمن يجلسون أمام الكومبيوتر والهاتف المحمول والكومبيوترات اللوحية لفترات طويلة. ويقول خبراء بأن التحديق بهذه الأجهزة مؤذ للعيون، كما أنها تساعد عبر تطبيقاتها على العزلة الاجتماعية، وقد تؤدي إلى الإدمان، حيث ينجم عن هذا النوع من الإدمان إبعاد الشخص عن الحياة الاجتماعية.
وخلصت دراسات عدة إلى ضرورة عدم قضاء أكثر من ساعتين يوميا أمام شاشات الكمبيوتر والحاسب اللوحي والهاتف المحمول، والأجهزة المشابهة، ويرى منتقدون أن الألعاب الإلكترونية، ومن ضمنها “بوكيمون غو”، تجبر اللاعبين ولا سيما الأطفال والمراهقين على تجاوز المدة الممسوح بها طبيا.
يذكر أن اليابان سمحت مؤخرا فقط بإطلاق اللعبة لمواطنيها. وأثار هذا استغراب المراقبين، لأن اليابان بلد المنشأ لهذه اللعبة لم تكن ضمن الـ 30 دولة الأولى التي أتاحات اللعبة. وذكرت صحيفة “جابان تايمز” أن إطلاق اللعبة في اليابان تأخر خوفا من عدم قدرة أجهزة الخادم على استيعاب الطلب الهائل المتوقع على تحميل اللعبة”.
DW