هي الأولى من نوعها أن تحتضن العاصمة الموريتانية نواكشوط فعاليات القمة العربية في نسختها السابعة عشرة، وتعتبر موريتانيا من الدول الفرانكوفونية التى تتحدث الفرنسية، وتجاور جغرافياً الولايات المتحدة الأمريكية عبر المحيط الأطلسي، وتعتبر القمة العربية التي تنعقد اليوم من أهم القمم الرئاسية بالنسبة للسودان، كون أنها تخاطب قضايا عديدة، ومهمة تنصب أغلبها في دعم استقراره وأمنه، كما أن انعقادها بالأراضي الموريتانية يمثل بعداً سياسياً وبرغماتيا لها، لاسيما أنها ستصب في إطار العمل العربي المشترك، مما يسهم في رفع مكانتها سياسياً، لاسيما في جانب تأطير علاقاتها بين الدول العربية على نحو ثنائي وجماعي.
تشابه
وتنعقد القمة في ظروف وتحديات بالغة التعقيد تمر بها المنطقة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، وتمثل موريتانيا أهمية بالغة للسودان، كون أن هنالك تشابهاً وتماثلاً ثقافياً واجتماعيا وسياسياً، ويقول المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير قريب الله خضر وسفير السودان السابق بنواكشوط : إن موريتانيا تنتمي لذات الدوائر السياسية والجغرافية التي ينتمي إليها السودان، من اتحادات ومنظمات إقليمية وشبه إقليمية مثل منظمة الساحل والصحراء والوكالة الإفريقية للسور الأخضر، والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، ولعل زيارة البشير لنواكشوط ومشاركته في القمة العربية تعتبر الثالثة من نوعها، فمنذ عام (2009) تبادل الرئيسان السوداني والموريتاني الزيارات نحو ثلاث مرات، آخرها مشاركته في تجمع الوكالة الإفريقية للسور الأخضر، حيث احتفى بالرئيس البشير أيما احتفاء، غير أنها تعتبر الأولى من نوعها بالنسبة لوزير الخارجية البروفسير إبراهيم غندور، بجانب زيارات متبادلة بين المسئولين في البلدين.
الأجندة
مشروعات القرارات التي صادق عليها المجلس الوزاري الخاص بالجامعة الذي أنهى أعماله أمس ستكون حاضرة في قمة الروساء والملوك وروساء الحكومات اليوم، أبرزها مشروع قرار دعم السلام والتنمية في السودان، بجانب مطالبة السودان بدعم قوي لاستراتيجية وخروج بعثة اليوناميد من دارفور، وتوقع قريب الله في حديثه لـ(آخر لحظة) أن تحظى مشروعات القرارات الخاصة بالسودان بدعم قوي، لاسيما أن الجامعة تعهدت مؤخراً بإعداد لعقد المؤتمر العربي لدعم التنمية وإعادة الإعمار بالبلاد قريباً، بجانب مساندة الخرطوم برفع العقوبات الأمريكية الأحادية المفروضة على السودان.
عمق العلاقات
وتاريخياً تعود العلاقات السودانية الموريتانية إلى أمد بعيد، فيما ترجع العلاقات الدبلوماسية حديثاً إلى العام (1991)، ويقول الخضر إن التداخل الثقافي والاجتماعي معروف، حيث إن هنالك تداخلاً معروفاً، خاصة وأن موريتانيا أسهمت ثقافيا بنشر المذهب المالكي، وأصبح الشناقيط معروفين في غرب ووسط السودان وأم درمان، حيث يوجد شارع الشنقيطي بالثورة.
ويعتبرانعقاد الاجتماعات الوزراية المشتركة بين وزارتي خارجية البلدين أحد الآليات المهمة في التواصل المشترك بين الطرفين، وتوقع الخضرانعقاد الدورة الثالثة للجنة الوزارية المشتركة خلال العام الجاري، ومن المنتظر أن يدرس الاجتماع انفاذ الاتفاقيات والبرتكولات المبرمة بين الطرفين التي تم التوقيع عليها، أهمها مشروعات الصحة والتعليم العالي، حيث يوجد برتكول تعاون صحي خاصة في أعقاب إيفاد عدد من الأطباء السودانيين الذين يعملون في المستشفيات الموريتنانية.
بنت مكناس
تحركات مكثفة على العلاقة بين البلدين خاصة بين سفارة السودان هناك ووزارة التجارة والصناعة التى ترأسها وزيرة الخارجية السابقة الناها بنت مكناس، التي مازلت تحتفظ بالود والاحترام للسودان أبان شغلها لمنصب وزارة الخارجية مؤخراً، حيث يقول مصدر لـ (آخر لحظة) إن الوزيرة أكدت احترامها للسودان، وفالت إنها لن تنسى زيارتها له، وزاد أنها أبدت روحاً طيباً للتعاون التجاري مع السودان، إلا أن بعد المسافة بين البلدين تعتبر واحدة من المعوقات التي تواجه دفع العلاقات للأمام، إذ أن الرحلة من الخرطوم لنواكشط تقدر بحوالى سبع ساعات، ولايوجد خط مباشر، ودعت الناها إلى إنشاء هذا الخط لدفع التعاون التجاري المشترك. .
تعاون استثمارى
وقد نشط التعاون الاستثمارى بين البلدين مؤخراً، ويشير السفير إلى الاستثمار الزراعي والتعاون بين الغرف، حيث ينشط الاستثمار فى مجال الاتصالات لاسيما أنها أكبر الاستثمارات فى غرب أفريقيا، فضلاً عن التعاون في المجال الزراعي، حيث يوجد اتجاه لإنشاء شركة فى مجال صناعة السكر بين شركة سكر كنانة والشركة الموريتانية لإنتاج السكر، بجانب استفادة السودان من الثروة السمكية الهائلة التي تتمتع بها موريتانيا، والتعاون في مجال الثروة الحيوانية والزراعية، فضلاً عن التعاون في المحور التعليمي في أعقاب توافد الكثير من الطلاب الموريتانيين للدراسة في المعاهد والجامعات السودانية.
تقرير:أحلام الطيب
صحيفة آخر لحظة