{طرح ممثل السلطة الفلسطينية في الجامعة العربية على اجتماع وزراء الخارجية العرب حسب ما أورد أمس موفد (المجهر) إلى “نواكشوط” الأستاذ “يوسف عبد المنان”، طرح طلباً لدعم وتثنية انضمام “فلسطين” إلى المحكمة الجنائية الدولية ومقرها في “لاهاي”، بحجة أن لديهم خطة لتدوين بلاغات لدى المحكمة ضد قادة إسرائيليين ارتكبوا جرائم حرب وإبادة ضد الشعب الفلسطيني .
{وعندما اعترض ممثل السودان وزير الدولة بالخارجية الدكتور “عبيد الله محمد عبيد الله” على الطلب الفلسطيني متحفظاً على رفعه ضمن توصيات ومقررات القمة باعتبار أنها محكمة مسيسة يمولها الاتحاد الأوروبي، كان تبرير المندوب الفلسطيني أنهم يعلمون جيداً أن (الغربيين) يقفون وراء المحكمة ويصعب تحريك إجراءات قانونية بواسطتها لإدانة مسؤولين إسرائيليين، ولكنهم يريدون إحراج الحكومات الغربية ويؤكدون عدم عدالتها !!
{وهل من تبرير أضعف من هذا الذي ساقه وصاغه هذا المسؤول الفلسطيني الغريب ؟!
{بعد أن ماتت المحكمة الجنائية الدولية .. وشبعت موتاً، وحان أوان دفنها عقب تسرب فضيحة الرشوة التي تورطت فيها رئيسة المحكمة بمبلغ (17) مليون دولار، مقابل تحرير مذكرة اتهام وتوقيف بحق الرئيس المشير “عمر البشير”، يأتي اليوم مناديب السلطة الفلسطينية مستغلين هذه المرة آلية الجامعة العربية، لبعث وإحياء المحكمة الجنائية (المرتشية) وإعادتها للحياة، بموافقة وإجماع الرؤساء والملوك العرب !!
{إنها خدمة لا تقدر بثمن للوبيات الصهيونية المتآمرة على العرب والمسلمين، وعلى السودان بوجه الخصوص .
{إنها مؤامرة جديدة تتغطى هذه المرة بأستار “فلسطين” الجريحة .. المغتصبة، السليبة بتواطؤ (بعض) أبنائها !!
{كيف يتقدم مندوب فلسطين بهذا الطلب الشائن، ورئيسه “محمود عباس” كان في “الخرطوم” ضيفاً على الرئيس “البشير” خصم المحكمة الجنائية الأول في العالم، قبل يوم واحد فقط من اجتماع وزراء الخارجية العرب ؟!
{هل من اللياقة والكياسة والأدب الدبلوماسي أن تخطو السلطة الفلسطينية هذه الخطوة المتعثرة، وهي تسعى حثيثاً عبر زيارات رئيسها “أبو مازن” المرتقبة لبعض الدول (الأفريقية) للتقليل من آثار رحلة رئيس وزراء إسرائيل في المجاهل الأفريقية مؤخراً التي ختمها بأديس أبابا، حيث أعلن بعض القادة موافقتهم على انضمام الدولة العبرية للاتحاد الأفريقي بصفة (مراقب) !! وطبعاً ستكون (مراقب عام) مثل كبير الإخوان المسلمين !!
{هل طرح “أبو مازن” مشروعه حول الجنائية الدولية على الرئيس “البشير” خلال زيارته للخرطوم نهاية الأسبوع المنصرم ؟!
{إذا فعل ووجد رفضاً – لا محالة – من الرئيس “البشير”، وأصر مندوبه رغم ذلك على طرح المقترح على القمة العربية، فإن في ذلك تعد وتحد لدولة (حليفة) مثل السودان في زمن عز فيه حتى الحلفاء (العرب) دعك من الغربيين، أما إذا لم تتطرق مباحثات “أبو مازن” مع “البشير” للقضية، فإن الحكمة كانت تقتضي أخذ رأي السودان تحديداً باعتباره المعني بهذا الملف. وقد اتضح موقف السودان بجلاء من خلال رفض الوزير “عبيد الله” الذي لا يحتمل اللبس .
{يبدو أن السلطة الفلسطينية تحاول خطب ود “فرنسا” راعية الجنائية الدولية والحاضنة الجديدة للمعارضة والحركات المسلحة (السودانية)، مقابل المبادرة الفرنسية لإحياء مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين !!
{متى يعي (بعض) الفلسطينيين مصالح شعبهم الحزين المضطهد ؟!