(إمكن أنا الما جيت)!!

نويت أن أزور واحدة من أهم مؤسسات هذه الدولة.. أن أصعد إلى (برج المراقبة) لمحاولة النظر في الأفق والفضاء أمامنا على الأقل لأعرف أين نحن وإلى أين نسير.. و(برج المراقبة) – طبعاً- البوصلة و الجهاز المسؤول عن دفة مستقبل السودان.. وإسمه الرسمي (المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي)..
قبل أن أتكبد مشاق الذهاب لمقر المجلس.. رأيت أن أجمع ما تيسر من المعلومات حول وضعه ونشاطه الآن.. فعمدت إلى موقع المجلس في شبكة الإنترنت.. بصراحة شيء لا يصدق!!
الخبر الرئيسي في صدر الصفحة الرئيسية (أعلن الفريق الركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية مقرر المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي أن الخطة الخمسية الثانية 2012 – 2016م ستركز على استدامة السلام والبناء المؤسسي وبناء القدرات والحكم الراشد والعدالة في توزيع الثروة وتخفيف حدة الفقر والاستثمار في رأس المال البشري. وقال وزير رئاسة الجمهورية خلال مخاطبته اليوم بقاعة الصداقة بالخرطوم الجلسة الافتتاحية لدورة الانعقاد الأولى للمجلس القومي التخطيط الاستراتيجي للعام 2012م)
تصوروا.. مجلسنا القومي للتخطيط الاستراتيجي الذي نعتمد عليه في بناء مستقبل هذا البلد الصابر أهله.. لا يزال في محطة (الفريق أول بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية..) لم يعلم بعد أن الفريق أول بكري أصبح نائباً أول لرئيس الجمهورية..
بكل يقين هذا لا يمكن أن يحسب مجرد اهمال في تحديث موقع المجلس في شبكة الإنترنت.. هذا (عرض حال) يبين ليس فقط وضع (التخطيط الاستراتيجي) في أجندتنا الوطنية فحسب، بل حال السودان كله في عالم يقفز قفزاً إلى الأمام وفق رؤية وخطط مدروسة بعناية تفحص القادم قبل أن تقدم عليه..
الذي دعاني أصلاً لتأبط نية زيارة المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي هو احساسي بأن الدولة السودانية ما عاد في أجندتها المستقبلية سوى تصريحات الساسة في الضفتين.. ضفة الحكومة والمعارضة.. وفي أحسن الأحوال ليس في أجندتنا الوطنية سوى (7+7) وأخواتها.. وانتظارات (وأرجو من المصحح أن لا يلمسها فهي جمع انتظار) الاجتماعات التي تعلن مواقيتها بصعوبة بالغة.. ثم تمط المواعيد تارة أخرى بصعوبة أبلغ.. كما هو الحال في موعد عمومية الحوار الوطني الذي أعلن عنه في 6 أغسطس القادم ثم قيل أنه مجرد اجتماع لرؤساء الأحزاب.. وأن الجمعية العمومية (ربما)!! تجتمع في أكتوبر حسب تصريحات للسيد عبود جابر..
لو-التي تفتح باب الشيطان- لو شغلت الحكومة الناس بخطط و(انتظارات) برامج ربما لارتاحت منهم وارتاحوا من كثرة تصريحاتها.. لكن الواقع المر أن الحكومة ليس لديها ما تفعله الآن.. ولا في المستقبل.. بدليل أن مجلسها القومي للتخطيط الاستراتيجي يغط في نومة أهل الكهف..
على كل حال.. رغم كل شيء سأتكبد –إن شاء الله- مشاق الذهاب لمقر المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي.. وعلى رأي الفنان (إمكن أنا الما جيت)..

Exit mobile version