{ أخيراً تراجع رئيس مجلس البيئة والترقية الحضرية بولاية الخرطوم “عمر نمر” عن حديثه حول (نقاء هواء الخرطوم)، وأقر بتردي أوضاع البيئة بولاية الخرطوم، وزاد بأن الوضع غير مطمئن . ومن ثم اعتذر لمواطني الولاية وبكل الوضوح كان الأجدر لـ(رئيس مجلس البيئة) ،أن يتقدم باستقالته بدلاً من تقديم الاعتذار، الذي لا يفيد في هذا التوقيت.
{ للأسف الشديد خلال السنوات الثلاث الماضية كتبت عبر هذه المساحة مقالات عديدة تكشف تردي الأوضاع البيئة بولاية الخرطوم، ولكنها لم تحرك ساكن ولاة الأمر.
{ أما التخوف من ظهور الأوبئة بفعل التردي البيئي ، الذي أبداه نواب تشريعي الخرطوم خلال اليومين الماضيين، فقد نبهنا له من قبل عدة مرات ،ولكن لا حياة لمن تنبه.
{ لتظل الخرطوم في حالها المائل الذي لا يسر،
النفايات والأوساخ تنتشر بكثافة في الشوارع والميادين وتتكدس في الأحياء وتغطي الأسواق الصغيرة والكبيرة، وتسكن في المستشفيات وتغمر حيشان مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية.
{ بالفعل الوضع الذي وصلت إليه عاصمتنا يحير، فكلما كثرت شركات النظافة، كلما انتشرت المناظر القبيحة والمشاهد المقرفة.
{ للمرة الثالثة والأخيرة أقدم للقائمين على أمر نظافة وترقية الخرطوم الوصفة العلاجية التي قدمها عبر هذه الزاوية أحد الاختصاصيين في مجال ترقية وتجميل المدن، هجر هذا البلد وهو الآن يعمل خبيراً في بلدية إحدى عواصم دول الخليج، عندما قلت له ما هي الأسباب التي تجعل كل عواصم الدنيا ترتقي وتنظف وتتجمل وعاصمتنا الخرطوم تظل كما هي (في تخلف وتردٍ ).. ولماذا تظل مدننا الكبيرة بهيئتها الكئيبة دون أن تتطور للأمام؟
{ حينها قال لي أن عمال النظافة في كل دول العالم يمارسون عملهم بإمكانيات متقدمة ويحصلون على أعلى الأجور، ويتم تحفيزهم بصورة دورية، وتأمينهم صحياً واجتماعياً، وعمال النظافة عندنا في السودان يعيشون أوضاعاً متردية ويعرضون أنفسهم لأخطار الأوبئة، ومع ذلك يحصلون على الحد الأدنى للأجور.
{ هل عرفتم لماذا تظل عاصمتنا الخرطوم بهذه الهيئة.!
وضوح أخير
{ سبق أن قلنا إن العربات التي تقوم بنقل النفايات من داخل الأحياء والأسواق معظمها مكشوفة وغير صالحة للعمل (مكركبة)، وبدل أن تساعد في جمع الأوساخ نجدها تساهم بصورة كبيرة في نشرها على كل الطرقات التي تمر عبرها.
{ يذهب والٍ ويأتي آخر، وتظل الخرطوم الولاية سابحة في عشوائية وفوضى التردي البيئي.
{ تبقى الخرطوم العاصمة بهذه الهيئة لأنها عاصمة بدون وجيع ولا تجد من يحس بأناتها.
{ فعلاً عاصمتنا الخرطوم في حاجة لـ(اختصاصي في جراحة تجميل المدن.