*لننظر إلى انقلاب تركيا (المزعوم) من زاوية أخرى..
*الانقلاب الذي أخذت تشكك فيه حتى روسيا..
*أو بالأصح ، بعض أجهزة إعلامها (الرسمي)..
*لننظر إليه من زاوية إيجابية مفرحة جداً..
*زاوية الإيمان المفاجئ للإسلاميين بالديمقراطية..
*فهم قد أحبوها – فجأة- من بعد كره..
*بعد أن كانوا يصمونها بالكفر والضلال و(بضاعة الكفار)..
*بعد أن كانوا- أو كادوا- (يكفرون) أنصارها..
*بعد أن كانوا يعدونها (رجساً من عمل الشيطان)..
*ولكنهم الآن عشقوها بشكل خرافي..
*وتبارى علماؤهم في التغزل بمحاسنها من حيث كفالتها للحريات..
*وطفقت بياناتهم تترى شجباً للانقلابات..
*وقال نفر منهم أن محاولة الانقلاب في تركيا هي (نكسة شيطانية)..
*نكسة عن الديمقراطية التي (تتوافق ومبادئ الإسلام)..
*والبارحة أصدرت هيئة علماء مسلمين (عالمية) بيان تأييد لأردوغان..
*وأشارت فيه إلى أن الديمقراطية هي الحل..
*وسُجلت هذه الإشارة كسابقة في تأريخ هذه الهيئة ، وهيئات مماثلة..
*وهيئات علماء بلادنا لم (تُقصر هي الأخرى)..
*بل حتى الكاروري أضحى ديمقراطياً بين عشية (انقلاب) وضحاه..
*الكاروري الذي (يبشر) بزوال ديمقراطية أمريكا..
*الكاروري صاحب الاستشهاد بآية (الذين إن مكناهم في الأرض)..
*الكاروري الذي يلعن الديمقراطيات و(سنينها)..
*فكل الإسلاميين – بسم الله ما شاء الله- غدوا ديمقراطيين..
*والفضل – من بعد الله- يرجع لأردوغان..
*ولكن السؤال : ماذا لو كان أردوغان هذا هو الانقلابي؟!..
*ماذا لو كان هو (المنقلِب)- بكسر اللام- في تركيا وليس (المنقلَب عليه)؟!..
*ماذا لو فعل مثل الذي فعلت (الإنقاذ) هنا؟!..
*هذا هو السؤال الذي يُفترض أن الإجابة عنه تؤرق (ضمائر) الإسلاميين جداً..
*وقصدت وضع مفردة (ضمائر) بين قوسين عن عمد..
*وما ذاك إلا لظني- وبعض الظن مشروع- أنهم يكيلون بمكيالين..
*فهم غير صادقين مع (ضمائرهم) إزاء هذه القضية..
*فالديمقراطية (حلوة) حين تأتي بإسلاميين منهم إلى السلطة..
*و(نجسة) حين تأتي بآخرين وإن كانوا مسلمين..
*أي من الذين لا يتخذون من الدين شعارات سياسية هدفها السلطة..
*أما لو كانت الضمائر (حية) فإن الإجابة عن سؤالنا هذا ستكون (صعبة)..
*وصعوبتها تكمن في امتحان (الصدق)..
*الصدق مع الله أولاً قبل أن يكون مع النفس أو الناس..
*أما إن كانت إجابتهم أنهم صادقين فليس لنا ما نقوله سوى شيء واحد..
*نقوله لهم من واقع أن الأيام قد تكون (حبلى بانقلابات)..
*نقول لهم (أركزوا بس !!!).