الأخ الصديق صاحب الملاذات الآمنة لك التحية والتقدير وبعد.. لقد استثارني حديثك ذات ملاذ باهظ.. عن الخطوط الجوية السودانية.. التي انسحب الإعلام والاهتمام عنها إلا من خلال مقالات الفاتح جبرة.. وانفض السمار والركاب عنها إلى خطوط طيران بلاد أخرى لم تعرف هذه الصناعة إلا بعد مضي عقود على تأسيس سودانير.. وتلك قصة أخرى.
* حديثي اليوم عن مطار الخرطوم الذي لم تعد تصلح له دلالة (الدولي) نظرا لتراجع خدماته ووضعه المتردي، وخير شاهد على عصر تراجع مطار الخرطوم الدولي صحفي الجزيرة أحمد منصور، الذي كتب في صحيفة خليجية متحسرا على هذا المطار الذي رأى أنه لا يليق بالشعب السوداني !!
* ولا أستطيع أنا في المقابل ألا أكتب عن مطار الخرطوم، وفي كل رحلة لي عشرات الأسئلة والملاحظات، طالما كنت كثير الهبوط والصعود والطيران عبر منفذنا الوحيد، متسائلا كما أحمد منصور سؤالا مشروعا.. لماذا لا نمتلك مطارا جميلا وأنيقا كما الآخرين !!
* بطبيعة الحال هنالك أسئلة تدور في خلد كل المسافرين تبدأ من دخولك البوابة حتى جلوسك على مقعد الطائرة، فكما توجد أسئلة الدخول المقلقة.. أيضا تجتاحك أسئلة عن خدمات الوصول المرهقة !! ولسوء حظ سدنة المطار إن عملية عبورنا عبر مطارات الدول الأخرى توفر لنا مسوغات طرح الأسئلة المشروعة والمفارقات!! لماذا نحن هكذا وهم كذلك !! السؤال مطروح بطبيعة المهنة والمسؤولية على هيئة الطيران المدني، فأين إذن تكمن الأزمة!! في الكوادر أم في استخدامات التقنية أم ماذا؟! أم على الإمكانات.. الشماعة المحتملة … التي يفترض أنها لا تكون عقبة في صناعة وجه مشرق للبلاد؟! فالمطار هو مكان (النظرة الأولى) ومكمن تشكيل الرؤية عن هذا البلد، فمن المستفيد من جعل وجه السودان يراوح مكانه الكالح!! يفترض أننا ندفع أي ثمن ونفعل أي شيء حتى يصبح وجه السودان جميلا، كما جمال هذا البلد الأخضر المضياف بانهاره وشعبه وأشواقه وتطلعه إلى المستقبل !! فتكاد كل الصور الجميلة التي يصنعها السودانيون بالخارج، والانطباعات المدهشة بالداخل، تكاد تحبط في أول إطلالة عبر مطارنا البائس !! وتزداد الصورة تسويدا وتعقيدا إذا ما التمس الضيف القادم خدمة.. (الحمامات) مثلا.. أو طلب ماء شرب كأبسط الخدمات الطبيعية التي لا مناص منها !! هل تعلم إدارة المطار أن صالة الوصول ليس بها منفذ خدمات لبيع الماء، وكان مظهرنا محرجا جدا في رمضان الفائت أمام الأجانب.. ونحن نهبط الخرطوم قبيل الإفطار!! وازداد المشهد سوءا عندما ترك الرماة مواقعهم في منافذ الجمارك واستعصموا بمكاتبهم للإفطار والغنائم فكانت الهزيمة!! موقف لا يعبر عن مروءة السودانيين التي سارت بها الركبان، سيما في رمضان عندما تقطع الطرقات السودانية على المسافرين !! فلا هم أطعمونا ولا (خارجونا) لنفطر من خشاش الأرض!! ولم يكن بمقدورنا في ذلك اليوم تناول إفطار إلا بعد التاسعة مساء. لحظة تمكننا الخروج من المطار ! كالمنبتة لا أرضا قطعت ولا ظهرا أبقت!! وليس هذا كلما هنالك,,.
* بطبيعة الحال هذه ملاحظات مواطن عادي، ولو أخضع أمر خدمات المطار لأهل الاختصاص سيكون الأمر أكثر إحراجا.. وهذه دعوة لأهل المسؤولية لمزيد من الزيارات ليروا بعينهم.
ذلك لمزيد من التصويب بدلا أن يقابل هذا المقال بمزيد من التبريرات.. التي ستبدأ بالمطار الجديد الذي تطاول عهده!! ولن تنتهي بالإمكانات!! لعلمي أن تبسمك في وجه المسافرين لا يحتاج إلى عملات صعبة !! وأن تلقى الناس بوجه طلق وخدمات طليقة لا تحتاج لدرس عصر وكورسات مكلفة !!
أخوكم فيصل فرح محمد