* خلال الأزمة الرياضية التي حدثت في خواتيم العام المنصرم، بعد انسحاب فريق الهلال من بطولة الدوري الممتاز، طالب بعض المتشنجين بحل الاتحاد السوداني لكرة القدم، وذكروا أنهم لا يبالون بالفيفا، ولا يلقون بالاً لاحتمال إقدامه على تجميد نشاط الأندية والمنتخبات السودانية في المنافسات الخارجية، مشبهين إياه بمجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية، ومتهمين الاتحاد السوداني بالاستنصار بالأجنبي.
* ذكرنا وقتها أن الحديث عن استنكار تدخل الاتحاد الدولي في أمر الكرة السودانية غير منطقي ولا مقبول، لأن هذه اللعبة تدار في الأصل بأمر الفيفا، وكل قوانينها ونظمها ولوائحها أقرَّها الفيفا.
* الاتحاد الدولي لكرة القدم ليس مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية وغيرها من المنظمات الأممية التي تلاحقها شبهات انحياز قوية للدول العظمى.
* في الفيفا يوجد نظام عادل، يساوي بين أمريكا وألمانيا وأفغانسان والعراق والسودان واليمن وفرنسا، لأن كل دولة تمتلك صوتاً واحداً في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي، (ONE MAN ONE VOTE)!
* في الفيفا لا يوجد (حق فيتو) للدول العظمى، والتمثيل النسبي داخل اللجنة التنفيذية يتحكم فيه المستوى الفني وحده.
* في الفيفا لا يوجد كبير على المحاسبة، بدليل أن لجنة القيم والأخلاقيات التابعة للاتحاد الدولي أوقفت رئيس الفيفا نفسه وطردته من منصبه، وطردت معه الفرنسي ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي، بعد ثبوت تورطهما في فساد.
* الاتحاد الدولي لم يحصِّن قراراته، ومنح محكمة التحكيم الرياضية حق نقضها حال استئنافها من قبل المتضررين منها، وفعلت المحكمة المذكورة ذلك عشرات المرات، فهل يمكن أن يحدث ذلك في مجلس الأمن؟
* هل يمكن أن تلاحق المحكمة الجنائية الدولية رئيس دولة أوروبية، مثلما تخصصت في ملاحقة بعض رؤساء الدول الأفريقية؟
* لا مجال للحديث عن خطل الاستنصار بالأجنبي عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، لأن اللعبة نفسها أجنبية، وكل قوانينها أجنبية، ولأن كل الدول المنضوية تحت لواء الفيفا طلبت العضوية بمحض إرادتها، وأقرت بحاكمية قوانين الفيفا عليها، وتعهدت بصيانتها، وتطبيق النظام الأساسي بلا تحريف ولا تعديل.
* الفيفا لا يقبل التدخل الحكومي في شؤون اللعبة، ولا يتردد في تجميد نشاط أي دولة تقدم حكومتها على اتخاذ قرارات تخص النشاط، لأن الجهة الوحيدة التي تمتلك ذلك الحق في عرف الاتحاد الدولي هي الجمعية العمومية للاتحاد المعني.
* ذلك المبدأ يطبق على الجميع.. لا فرق هنا بين دولة أوروبية أو أفريقية أو آسيوية.. بدليل أن الفيفا جمد نشاط دول أوروبية تجاوزت دولها نظامه الأساسي، ودست حكوماتها أنوفها في شؤون كرة القدم.
* التعامل مع تدخل الفيفا في أمور كرة القدم بحساسية عالية غير مبرر، لأن المنظومة الكروية العالمية شفافة بما يكفي لمحاسبة أكبر الدول، وأقوى الشخصيات الرياضية.
* اتركوا الرياضيين يديرون لعبتهم بأنفسهم، علماً أن كل الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان منذ الخمسينيات وحتى حكومة الإنقاذ نفسها طبقت مبدأ (أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية)، وتركت الخبز للخباز.