٭ رئيس المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية بولاية الخرطوم عمر نمر ، يطلق تصريحات مضحكة ، وكأنه يروي طرفة، فبعد أن أقر بأن الوضع الراهن في مجال النظافة سيئ للغاية وأن 50% من الإفراز اليومي للنظاقة غير منقول من الأحياء والأسواق ، جاء وأعلن عن إستراتيجية للنهوض بخدمات النظافة.
٭ من أين لنمر بإستراتيجية جديدة بعد أن استنفد كل الفرص ، التي أتيحت له ، وقد بدأ مهمتة ، عند توليه منصبه ، بنفخ مجلسه إعلامياً بشكل كثيف وبصورة غريبة توقع معها الكثيرون أن يتنزل ذلك على أرض الواقع ويرون الخرطوم عاصمة نظيفة.
٭ لكن انكشف الحال سريعاً وافتضح أمر مجلس البيئة ورئيسة .. بدأ نمر عمله بدعوات عشاء ورحلات نيلية ثم حفلات غنائية أحيتها ندى القلعة وأخريات مرة في الحديقة النباتية وتارة في غابة السنط.
٭ حاول البعض إيهامنا بأن الحل للنظافة بيد نمر ولا أحد غيره، وقالوا إن نمر أعاد للمجلس صيته وبريقه.. صرف عمر أموالاً طائلة على الدعاية وبرامج المجلس دون فائدة.
* وفي تقديري أن كل ذلك يعود إلى حالة الذهول التي كان عليها الرجل، بعد أن تم إعفاؤه من منصب معتمد الخرطوم، وكان وقتها (والي إلا شبر) ، وتضج الصحف بتصريحاتة حتى ولو لم يقل ما يفيد المواطن.
٭ عقد مجلس البيئة في عهد نمر عدداً من الورش والسمنارات والاتفاقيات مع جامعات الرباط والزعيم الأزهري دون أن نرى أثراً لذلك النشاط الذي صرفت عليه الأموال.
٭ ولأن المسؤولين يهوون التجريب، كان مجلس البيئة حقل تجارب للسيد عمر نمر، فبعد أن صال وجال داخلياً تفتقت ذهنيتة على الوقوف على التجارب الخارجية، فالحكومة تهوي ذلك لكن بصورة عكسية ودونكم الحج إلى الصين.
٭ زار نمر كلاً من فرنسا والمغرب ودولة ثالثة لا أذكرها ، وأمضى في فرنساً شهراً بكامله، حتى اختلط علينا هل نمر في إجازة أم مهمة عملية وفي زيارة للوقوف على تجارب النظافة وترقية البيئة والسلوك الحضري ؟؟
٭ لم يقف نمر عند ذلك الحد فأقام بالتعاون مع وزارة البيئة مؤتمراً دولياً للبيئة بمشاركة ستة وثلاثين دولة وعدد من وكالات الأمم المتحدة بأحد الفنادق الفخمة بالخرطوم وتم صرف أموال طائلة.
٭ لا أدري هل كان نمر جاداً عندما قال إن الضيوف الدوليين اندهشوا لمستوى التنظيم، وقالوا إنه نسخة من مؤتمر باريس للمناخ ؟ أم هو حديث مثله وأي حديث لمسؤول والسلام؟
٭ لا أحد سأل نمر عن جدوى تجاربه بالمجلس والتي هي أقرب لتجاربه بالمحلية ، ولكننا نسأل والي الخرطوم عن حال النظافة والبيئة وعن الأكياس والنفايات والتلوث البيئي وعن النفايات الطبية.
٭ إن اعتذار نمر لا يفيده.. كثير من التنظير لـ (نمر) ، والنتيجة تحول الخرطوم لـ (غابة) من الأوساخ حتى وإن برر ذلك بتسلم مجلسه للنفايات من المحطات الوسيطة.