مما لا شك فيه أن “بوكيمون غو” تحولت من لعبة إلى ظاهرة عالمية، وفق التقارير الصحافية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تواصل فيها احتلال صدارة المواضيع الأكثر مناقشة عالميا، خصوصا بين الفئة العمرية التي عايشت سلسلة الكرتون “بوكيمون” قبل عقد من الزمن.
كما ارتبط اسم لعبة “بوكيمون غو” بالكثير من القصص الغريبة والطريفة التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الإعلام، منها حوادث السير التي وقعت بسبب الأشخاص الذين استغرقوا في اللعب أثناء السياقة، والمطاردات للبوكيمونات النادرة التي جعلت الناس يجتمعون في مكان واحد للحصول عليها، وآخرون فقدوا حبيبهم الذي سرقته منهم اللعبة، وفئة أخرى وجدت شريك الحياة ورفيق الدرب أثناء مطاردة بوكيمون أو مبارزة، الى جانب المشاكل التي وقعت بين المارة وسائقي السيارت والشاحنات.
لكن لهذه الظاهرة فوائد أيضًا، فهي تساعد وتحفز على المشي والرياضة، وهذا الأمر جيد للجيل الجديد الذي يغرق طيلة النهار بالتحدث والتعليق والمشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما جعله يُلقّب بالجيل الكسول.
هذا الأمر حصل مع الناشط سامر حمدان الذي خسر حوالي 11 كيلوغراما بثلاثة أسابيع فقط، ويقول في حديث مع “العربي الجديد”: “صيد البوكيمون هو حلم الطفولة ولذلك لم أتردد أبداً بتحميل اللعبة فور إطلاقها، خصوصاً أنها أحدثت ظاهرة عالمية بعد ساعات من توفرها في بعض البلدان، ولكني لم أتوقع التعلّق بها طيلة هذه الفترة”.
وعن سبب تعلّقه باللعبة، قال حمدان: “في الحقيقة، لم ينفعني النادي الرياضي بقدر هذه اللعبة فبعد رحلة من المعاناة الجسدية والنفسية مع مشكلة زيادة الوزن، استطعت من خلال هذه اللعبة السير ما يزيد عن 10 الآف خطوة في اليوم؛ مما ساعدني في خسارة أسرع للوزن قاربت الـ 11 كيلوغراماً”.
أما الشابة الجامعية رنا صيداني التي تداوم على السير لساعة كاملة يومياً، فشددت على أن “لهذه اللعبة فوائد صحيّة كبيرة ولا يسمح بانتقادها دائماً أو السخرية من اللاعبين، إذ إنها ساعدتني على الجري والسير تحت أشعة الشمس بعد أن كنت كسولة”.
وأضافت: “لم أكن أعلم بهذه اللعبة، إلا أن صديقي طلب مني تحميلها على هاتفي لربما تحفزني على الحركة وعدم الجلوس لساعات طويلة بسبب تطبيقات الدردشة والشبكات الاجتماعية”. وأشارت إلى أنه “بالرغم من خضوعها لعملية قيصرية لإنقاص الوزن، إلا أنها لم تمارس الرياضة بشكل صحيح إلا حين إطلاق لعبة بوكميون غو التي غيّرت حياتها نحو الأفضل”.
وعن قصة نجاح أخرى، يروي الصحافي ميشال أبي راشد تجربته مع هذه اللعبة قائلاً: “فور إطلاق اللعبة، قمت بتحميلها على هاتفي، إذ إن موقع عملي في وسط بيروت كان حافزاً رئيسيا فالمنطقة كلها بوكميونات ونقاط استراتيجية في اللعبة”.
وأشار إلى أنه “قام بتخفيض أيام اشتراكه في النادي الرياضي، بعد أن استطاع بفضل هذه اللعبة الجري لساعة كاملة، في الوقت الذي لم يستطيع إتمام النصف ساعة على المعدات الرياضية”.
واعتبر أبي راشد أن “لهذه اللعبة سحرا خاصا، حيث إن الذي يجعلك مشجعاً دائماً للحركة هو الاصطياد والفوز، فقد استطعت النيل من 60 بوكيمونا ولا تزال الطريق طويلة”.
العربي الجديد