أطرف رسم كاركاتيري حول انقلاب تركيا. يقول: إن مجموعة حاكمة جنوب الصحراء ظلوا
يضربون كفا بكف، ويمسكون رؤوسهم ولسان حالهم يقول فضحتونا يا أتراك في زول يقوم بانقلاب ولا يقوم باعتقال الرئيس ورئيس الوزراء ؟ ده انقلاب شنو.
ربما كانت تلك الصورة الذهنية والتقليدية والكلاسيكية عن الانقلابات العسكرية، تتحرك الدبابات وعلي متنها الجنود، ويتم إغلاق الكباري والجسور وتجري عملية اعتقالات واسعة تسبق البيان الأول وبعدها تتوالي الأوامر والقرارات الجديدة.
ولكن ما الذي حدث في تركيا بالظبط؟ هل نجح الانقلاب منذ ساعته الاولي؟ أم تداعيات الأحداث والتطورات المذهلة التي أعقبت ذلك افشلت أغرب عملية انقلابية من نوعها.
المشهد بدأ محتشدا بالدهشة والمفاجأة التي جعلت الملايين بتابعون وقائع أطول وأصعب ليلة تركية..
الـ (سي. إن. إن) تحسبت للطواريء وعنونت شاشتها بجمله تقول: انقلاب يجري في تركيا. ولعمري إنها المهنية. وإنه التحدي الجديد لكل وسائل الإعلام في العالم.
نحن في هذه الصحيفه نحترم القاريء وعقله ونعرف امكانياتنا مع واقع مر وكريه يلزمك بتسليم كل الصفحات للمطبعة نعم، ركز معاي علي كلمة (كل) كل الصفحات كامله غير منقوصة من وقت مبكر، وإن لم تفعل ذلك فإن القطار حتما فاتك وسيفوتك.
ومع ذلك أقول الصحف (معذورة) خصوصا التي لا تمتلك مطابع ولكن ما بال الفضائيات السودانية غارقة حتي (إضنيها) في الكسل والخمول، في تلك اللحظات النادرة كانت فضائيات العالم تنقل من أنقره واسطنيول مباشرة وقائع ما يجري، كانت فضائيتانا خارج الحاضر تماما وأغلبها في ذلك الوقت المبارك إما (تمدح) أو (تغني) أو تجتر (بواقي) العيد، ألم أقل لكم في هذه المساحة الاسبوع الماضي (دي فضائيات سكسكانية)
المهم ده موضوع طويل ونعود لأحداث تركيا والتي لا زالت حتي اللحظة طازجة وتحفل بكل ماهو جديد ومثمر.
أحد الزملاء أضحكني وأم العيال تسأله يا زول ما تقوم ترقد، مساهر مالك؟ قال لي: قلت ليها يا زولة متابع انقلاب وقع في تركيا.
قال لم أعرف هل أضحك أم أبكي وهي تقول مالك ومالوا؟إانت ساكن في أنقره ؟ يا زول مالك بقيت زي (الشفع)؟ برضوا قمت في مهند ونور،وفات علي زوجة صاحبنا أن مهند ونور
حلقاته طويلة ورومانسية إن شاء الله ماتجيهم حاجة أما (الانقلاب) فإنه أمر آخر، وله ما بعده.
نعم أغرب انقلاب من نوعه، فهذا أول انقلاب متلفز وحي تجري وقائعه أمام الجمهور، كل أبطال الصراع علي مرأي ومشهد من المشاهد العادي والرؤساء والوزراء والسياسيين والمفكرين ورجال المخابرات والصحفيين والمحلليين والدبلوماسيبن.
تفسير ماجري يحتاج لوقت، أما التحليل الأولي يقول: انتهي عهد الدبابة هي (الأصل) قبل أن تحرك أي (حديده) أسأل نفسك هل هذا (الثلاثي) معك
الزمن
الإعلام
الشعب.
إن لم توفر كل هذا (فالضحك شرطك)،وهذا ماحدث لانقلابي انقره، أما أردوغان فالضحك أعطاه عافية وسعادة لأنه ببساطة امتلك الثلاثي المرح.