> حبست تركيا أنفاس العالم وهي تحبط انقلاباً عسكرياً استمر لساعات، وتابع العالم عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، أعظم محاضرة حينما أعاد الشعب رئيسه المنتخب رجب طيب أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم، برغم الانتشار الكثيف للدبابات والمدافع في شوارع أنقرة. > استخدم أردوغان وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد في أحلك اللحظات، ونجح بدرجة امتياز عندما بثت إحدى القنوات التركية كلمة له عبر تطبيق (إسكايب)، دعا فيها الشعب التركي للنزول إلى الشارع لمناهضة الانقلاب والمحافظة على الشرعية والديمقراطية. > قدم الشعب التركي بدوره أنموذجاً لافتاً ،عندما استجاب فوراً لنداء القائد وأوقفوا بأجسادهم الدبابات، وواجهوا تحركها بصدور عارية في شوارع وميادين إسطنبول وأنقرة وانطلقت التكبيرات والدعوات الرافضة للانقلاب من المساجد. > أصابع الاتهام وجهت بصورة مباشرة لحركة فتح الله كولن، الداعية المقيم في الولايات المتحدة، وهم الأصدقاء السابقون والأعداء الحاليون لحكومة أردوغان التي يحاولون إضعافها من خلال عملاء لهم داخل مؤسسات الدولة، كما ذكرت إحدى الصحف الأمريكية. > أما العقل المدبر للانقلاب، فاتضح أنه المستشار القانوني لرئيس الأركان التركي ومؤسس مجلس السلام محرم كوسا، وهو الشخصية المتهمة أيضاً بمحاولة اغتيال نائب الرئيس السابق بولنت أرينج، وتربطه علاقة مباشرة بحركة (كولن). > في الخرطوم ضجت قروبات (الواتساب)، بالرسائل المؤيدة لأردوغان .ودعا البعض للخروج إلى الشارع تضامناً مع الحكومة المنتخبة ،مستنكرة الانقلاب على الشرعية وزعزعة الأمن والاستقرار الذي تعيشه تركيا. وهو تضامن طبيعي لرجل وحكومة ظلت مواقفها دائماً قوية وصلبة في وجه (قتلة الأطفال)، في فلسطين المحتلة ومحاربي الإسلام في شتى بقاع العالم. > يواجه أردوغان العديد من التحديات والمؤمرات التي تحاك ضده في مطابخ السياسة الغربية نتيجة للخط الإسلامي الملتزم الذي ينتهجه في حياته وحكمه ،إلى جانب تأييده الكامل للقضية الفلسطينية ولقاءاته العديدة بقادتها، ومواقفه الصارمة تجاه قوات الاحتلال. ولا تنسى الذاكرة احتجاجه الكبير على عدم إعطائه الفرصة في مؤتمر (دافوس) الشهير بسويسرا ،للرد على رئيس دولة الكيان الصهيوني شيمون بيريز الذي كان يدافع عن الحرب التي تشنها قواته على غزة بالمدافع والصواريخ في أكبر عملية إبادة للشعب الفلسطيني وسط صمت دولي غريب. > أيضاً أدان أردوغان، العملية القذرة التي اغتال بها جيش الاحتلال الشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي قصفته الطائرات وهو على كرسيه المتحرك عائداً من صلاة الفجر. > موقف قوي آخر سجله (رجب طيب أردوغان)، عندما رفض بمعاونة البرلمان التركي ،طلب القوات الأمريكية استغلال الأراضي التركية لغزو العراق. وعندما غضبت أمريكا رد عليهم بعبارات داوية: (ألم تطالبونا بالديمقراطية؟ هذه هي الديمقراطية .. ممثلو الشعب التركي رفضوا طلبكم). > إيمانيات (رجب) لا تخفى على أحد ،وكان يعلنها في كل المناسبات السعيدة والنجاحات التي يحققها ودائماً يردد: ( لدينا سلاح أنتم لا تعرفونه، إنه الإيمان .. لدينا الأخلاق الإسلامية، أسوة برسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام). > التأييد الكبير الذي وجده الرئيس التركي من الغالبية العظمى من شعوب العالم الإسلامي، يؤكد أن أردوغان لن يسير وحده ،بل ستحفه الدعوات الصادقة ويعينه منهجه والتزامه في الانتصار على أعداء الداخل والخارج، يقف خلفه شعب رفض الانقلاب وأعاده رئيساً بوثيقة ممهورة بالدماء والدموع.