لن أقبل التحرش

تحذير إلى كل الفتيات المتطلعات إلى الزواج، بأنني لن ألتفت إليهن، ولن أسمح لهن بمعاكستي أو التحرش بي خلال الفترة المقبلة، وما يحملني على إصدار هذا التصريح القاسي، هو أنه سبق لي التعرض لثلاثة حوادث مرورية بسبب تحرش فتيات بسيارتي، ففي المرات الثلاث كانت حركة المرور هادئة، ولا تفسير لتلك الحوادث إلا بأنها مما يسمى المغازلة الخشنة، يعني تعمدن صدم سيارتي منشان يحصل تواصل بيننا: ونتبادل أرقام الهواتف بحجة الالتقاء في مركز الشرطة لتسوية الأمور!!!
وأتوقع المضايقات من الفتيات خلال الأشهر المقبلة، لأنني سأصبح أكثر حلاوة ورشاقة وحيوية، فطوال الأسبوع المنصرم وأنا مشدود إلى الإعلان الذي تم نشره في الصحف على نطاق واسع، عن دهان يشطب من العمر عشر سنوات، لأنه يزيل الكرمشة والكشكشة التي تظهر على الوجه والرقبة بسبب عوامل التعرية، وترقبوا النسخة الجديدة مني في شهر سبتمبر الذي شهد مولد سي دي CD جعفر العباس الذي لا يبوس ولا ينباس (جعلت من نفسي «سي دي» لأنني أحلم بمنصب وزاري في السودان، ومثل هذه المناصب حكر عندنا لمن يحملون لقب «سيدي» بالوراثة، ويزعمون أنهم من أصحاب البركات والكرامات، وقد قررت منافستهم بطرح بركاتي الإلكترونية المضادة للفيروسات السياسية والاجتماعية) أما عدم البوس والانبواس فهو موقف مبدئي لأنني -وأقولها للمرة الـ8753.12- أتضايق من بوسات الخدين تحت ذريعة التحية، وقد قررت تلطيخ خدي بدهان أبو نمر أو أي دهان آخر لعلاج آلام المفاصل، كلما اعتزمت المشاركة في مناسبة يتم فيها توزيع البوسات على نطاق واسع.
سأشتري من ذلك الدهان الشبابي عشرة أنابيب لأنني بحاجة إلى التخلص من خمس وثلاثين سنة، وإذا رأيتم خلال الفترة المقبلة شابًا أسمر، عيونه خضراء (عدسات لاصقة) وشعره أسود كالليل في أم درمان عندما تنقطع الكهرباء، وتتدلى من عنقه سلسلة من الذهب عيار 6 قيراط، وفي أصابعه خواتم من البلاستيك الحر. إذا رأيتم مثل ذلك الشاب فاجتنبوه لأنني لن أتنكر لزوجتي التي صبرت على شطحاتي ونطحاتي، لمجرد أنني صرت أصغر منها سنًا بفارق كبير. لأنني سأستخدم الدهان حتى ينقص عمري أكثر من ربع قرن، بينما ستظل زوجتي على عمرها الحقيقي، وقد توقفت منذ عدة أيام عن إحضار الصحف إلى البيت حتى لا تطلع أم الجعافر على الإعلان، وتنافسني في شطب بضع سنوات من العمر، حتى يكون بمقدوري أن أقول لها كلما تطاولت على مقام سيادتنا: ما تنسي يا مدام أني صابر عليكي رغم فارق السن بيني وبينك! وستصاب المسكينة بعقد مركبة، رغم كل تعهداتي باحترام العلاقات الأزلية والمصير المشترك. ربما لأنّ هذه العبارات صارت مستهلكة ومبتذلة من فرط استخدامها في الإشارة إلى العلاقات الهزلية بين الدول العربية.
وبمجرد أن أنال النجومية والانتشار فسأستطيع فرض تغيير على الخريطة البرامجية للقنوات الفضائية العربية، بغرض جعلها خفيفة الظل وباسمة، وسيكون ذلك بتقديم برامج للطرائف يحمل اسم «ما يطلبه المشاهدون»: توتو وشوتو وسوسو وشوشو ويهديان الشريط إلى بيبيتو العبيط.. تولا ولولا وبولا وتهديانه إلى كوتوموتو إن شاللا يموتو.. إلى مشاهدينا الكرام نقدم شريط «البيان الختامي للقمة العربية لعام 2037»… والشريط الذي يليه بعنوان «أحلق شنبي لو حصل إصلاح عربي»، ثم «وائل كفوري يحدد أطر النظام الجمهوري».. «انتحار بشار الأسد بحبل من مسد».. «هيفاء وهبي تنضم إلى الحشد الشعبي»، والشاهد هو أن الشاب جعفر سيجعل برامج التلفزيون أكثر فرايحية. حتى نشرة الأحوال الجوية ستكون بصيغة البيانات العربية الرسمية: الخرطوم 3 درجات تحت الصفر.. المنامة 6 درجات.. الرياض عواصف ثلجية.. مقديشو 8 درجات على مقياس ريختر. بركاتك يا سي. دي جعفر حفيد عنتر.

Exit mobile version