* وصحف الخرطوم تتحدث عن إجراء (عمليات شفط) ناجحة بمستشفى إبراهيم مالك يوم أمس الأول وسط حضور رسمي رفيع تقدمه وزير الصحة بولاية الخرطوم شخصياً، و(الفتح الطبي) الكبير الذي احتل مساحة مقدرة بوسائل الإعلام يحسبه القارئ منذ الوهلة الأولى بشرى لأصحاب الأوزان الزائدة وبداية لعمليات (شفط دهون) تكتلت في مناطق متفرقة من أجساد المرضى؛ وتجمعت في أماكن تستعصي على الحمية الغذائية ولا تجدي معها ممارسة الرياضة بصورة راتبة مما استدعى الشفط والتدخل الجراحي، وما لا يعلمه الناس أن (عمليات الشفط) التي اكتملت بحمد الله تعالى بنجاح كبير تمت بواسطة (تناكر وخراطيش ومعدات سحب مياه) تم جلبها من أكثر من جهة ما بين وزارة وجامعة لشفط المياه التي تجمعت بـ(بطن المستشفى) وداخل العنابر في ظاهرة غريبة جداً؛ ومدير الطب العلاجي بدلاً من أن يعرف الأسباب التي أدت لتجمع المياه وأغرقت المرضى؛ وجعلت مستشفيات الخرطوم موضعاً للتندر والسخرية بشرنا بعودة الحياة لطبيعتها في مستشفى إبراهيم (غارق)، الذي يبدو أن خارطته لا تعرف الأمطار ولا تؤمن بضرورة التصريف، وتصميمه لا يقبل القسمة على العمل في فصل الخريف..!
(2)
إياكم و”الخوض” السنوي!
* كلما ما أقبل علينا فصل الخريف في كل عام؛ وازداد معدل الأمطار؛ تكرم علينا المسؤولون بجولاتهم التفقدية لتقديم المواسأة السنوية مع خوض ميمون في المياه لتأكيد حقيقة أنهم يقفون مع المواطنين في (بركة معاناة واحدة) ..!
* تتجدد المعاناة كل عام .. نرى صور خوض المسؤولين سنوياً .. نسمع الوعود كلما أطل علينا فصل الخريف .. تسقط المنازل في شرق النيل وأمبدة وكرري ومن قبلها تسقط واجبات الولاية، و(لا جديد يذكر، فقد سئمنا التصريحات المعادة؛ والصور المكررة؛ وحفظنا كل فصول الحكاية) ..!
* يجوب والي الخرطوم وعدد من المعتمدين المناطق المتضررة ولا أحد فيهم يجيب عن سؤال: ماذا فعلتم بعد سيول العام الماضي لتجنب ما حدث هذا العام، والذي بالطبع سيتكرر بالكربون ويحدث العام التالي والذي يليه؟.
* قلنا أكثر من مرة إنه انتهى زمن (الخوض مع المتضررين) في المياه لبضع دقائق ثم الانصراف عنهم لتبقى المياه في مكانها يتوالد فيها البعوض يومياً، وتتكرر ذات مشاهد (الضرر المركب) سنوياً..!
* كانت سماء الخرطوم العام الماضي رحيمة بالوالي الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين فلم يشهد سيولاً جارفة وأمطاراً غزيرة كتلك التي كانت تجعل الوالي السابق د. عبد الرحمن الخضر ينطر في السماء آناء الليل وأطراف النهار، ولكن هل استعد عبد الرحيم هذا العام للخريف؟ لأن كل الشواهد تشير إلى أنه سيسقط في امتحان السيول والأمطار..!
* بالأمس كنا نحلم بتصريف جيد في الشوارع والطرقات، والآن بات كل حلمنا ألا تسقط العنابر على المرضى وأن نرى التصريف الجيد بالمستشفيات ..!
* نأمل حقاً ألا نرى والي الخرطوم في الفترة المقبلة خائضاً في مياه الأمطار فالناس لا يريدون والياً يترك الأسباب التي أدت لتجمع المياه ويتفرغ للخوض في المياه، الناس يريدون والياً يجفف المياه بالخوض في عمق المشكلة ..!
(3)
أنفاس متقطعة
* من المنطق ألا تنتظر تعيين من يُغيِّر حال محليات ولاية الخرطوم طالما أن معظم الكوادر البشرية المنتسبة لتلك المحليات ضعيفة القدرات .. محدودة التفكير .. محصنة ضد التجديد بمخاصمتها للخيال .. فلا أحد بإمكانه أن يلوم (كسيحا) لعدم مشاركته في ماراثون .. ومؤسف أن يكون معظم من يقبعون داخل مكاتب المحليات (موظفين ينتظرون رواتبهم) بينما إمكانياتهم عادية والخدمات متردية، وسقف طموحهم محدود، ولا عتب عليهم فـ(الجود بالموجود).!
* لا تزال مشاكل الناس وهمومهم بعيدة تماماً عن شاشات الفضائيات ، لا زالت قنواتنا تتجاهل مناقشة القضايا الاقتصادية الملحة ومشاكل شظف العيش والمعاناة في كسب الرزق الحلال ومصاعب (قفة الخضار).. لا تزال القنوات بعيدة عن الناس لذا لا يزال الناس بعيدين عن شاشاتها ..!!
* سذاجة بعض الإعلانات التلفزيونية تدفع المستهلك للنفور من السلع بغض النظر عن السعر .!!
(4)
نفس أخير
* ولنردد خلف الراحل سعد الدين إبراهيم :
نحرس الأمل الموات والظروف الما مساعدة
ولا نتحدى السُكات بأغاني جديدة واعدة