تيريزا ماي.. عنيدة لا تتقبل الأفكار الجديدة

جانب مجهول من حياة رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة، تيريزا ماي، ألقت الضوء عليه صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في مقابلة أجرتها معها أخيراً، كشفت خلالها تلك المرأة، التي غالبا ما تشبه بالسيدة الحديدية رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر، عن تفاصيل حميمية في حياتها الشخصية، متحدثة للمرة الأولى عن نفسها وحزن زوجها فيليب لعدم إنجابهما الأطفال وكيف تقبلا الأمر في النهاية، وعن دور رئيسة وزراء باكستان السابقة بنازير بوتو في تعريفهما على بعضهما بعضا في جامعة أكسفورد، وعن والدها الذي زرع فيها الإحساس بالواجب العام، وعن مشاركتها الطائشة في مناظرة طلابية بعنوان «العلاقات الحميمية رائعة، لكن النجاح أفضل»، كل ذلك مرفقا بصور عائلية تقدم ملامح عن سيرة حياة تلك المرأة التي قالت إنها كانت ترغب في أن تصبح رئيسة وزراء بريطانيا منذ أيام الجامعة.

وكشفت رئيسة الوزراء البريطانية في المقابلة عن رغبتها وزوجها في الإنجاب، وعن حزنهما لاكتشاف أن هذا لن يحدث أبدا بعد استشارة الأطباء، وقد عزت نفسها بالقول: «بالطبع، تأثر كلانا بالأمر. فأنت ترى الأصدقاء وقد غدا أطفالهم بالغين، لكنك تقبلت في النهاية بما توفره لك الحياة.

أحيانا لا تحدث الأشياء التي تتمنى أن تحدث لك، وهناك أشياء تتمنى لو كان بإمكانك القيام بها، لكنك لا تقدر عليها. ويوجد أزواج غيرنا في وضع شبيه». وهي تقول إنها وزوجها يجدان الراحة في سعادتهما الزوجية وكل الأشياء الأخرى التي أغدقتها الحياة عليهما.

انتخبت ماي لأول مرة نائباً عن مقعد حزب المحافظين في مايدنهيد بركشاير في عام 1997، وبدت أنها تأخذ بنصائح مارغريت تاتشر في أسلوبها.

يصفها الأصدقاء بأنها صلبة وفولاذية، فيما يتهمها الخصوم بأنها عنيدة ولا تتقبل الأفكار الجديدة وفقا لـ «ديلي ميل». وهي تتحدث عن ثقة بأنها يمكنها التعامل مع أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي متعهدة بإقناع الاتحاد بالتخلي عن رفضه مناقشة شروط خروج بريطانيا قبل التوقيع على المادة 50 التي تلزم بريطانيا بقطع العلاقات مع بروكسل.

أما بشأن معارضة الاتحاد الأوروبي فترى أنه: «من الممكن الدخول في مباحثات غير رسمية»، وهي تلحق كلامها بنظرة ذات مغزى وكأنها تقول: «سيقولون انهم لن يفعلوا، لكن انتظر إلى أن أضيق الخناق عليهم».

بعد إعلانها الترشح لزعامة حزب المحافظين، أشادت بوالدها الكاهن لإلهامها الشعور بالواجب العام. وتقول عنه إنه: «كان عاجزا عن طبخ شيء أو إصلاح عطل في قابس كهرباء، لكنه كان محترما بسبب عمله الرعوي».

وقد أخذت منه إحساسه باللياقة، فقد منعها عندما كانت في سن المراهقة من فرز أصوات حزب المحافظين في القرية لتجنب أي مزاعم بشأن تحيزه السياسي، فقامت «بملء المظاريف في مكتب حزب المحافظين» بعيدا عن الأنظار، لكنه دعمها عندما انتفضت ضد قرار لرئيس المدرسة يمنع الفتيات من الانضمام لرحلة مدرسية خاصة بالفتيان إلى مباراة رجبي دولية.

وقد توفي والدها في حادث سير في عام 1981، وتوفيت والدتها زايدي التي تعاني من مرض التصلب اللويحي بعد عام عندما كانت تيريزا في عمر 25. وتقول تيريزا إن زوجها فيليب كان «دعامة» لها خلال تلك الأوقات الصعبة.

وعن زواجها الذي دام 35 عاما، تقول إنها ذهبت إلى جامعة أكسفورد لدراسة الجغرافيا في أكتوبر 1974، فالتقت بزوجها خلال حفل راقص لـ «جمعية حزب المحافظين» عام 1976، وقد قامت بنازير بوتو بتعريفهما على بعضهما بعضا. وما جذبها إليه تقول: «كان وسيما وحصل انجذاب فوري. رقصنا على الرغم من إنني لا أتذكر الموسيقى التي رقصنا عليها».

كان زوجها ما زال يدرس في الجامعة عام 1977 عندما تخرجت وتولت وظيفة في بنك إنجلترا، وتشير مقالة طريفة في صحيفة طلابية تدعى «تشرويل» على سبيل المزاح، إلى أنه بحلول سنته الأخيرة في الجامعة عام 1979، حذرته من أنها ستنهي العلاقة «إذا تردد أكثر في الإعلان عن نيته في الاقتران بها». فتزوجا في عام 1980، وحصل زوجها على وظيفة لامعة في المدينة.

وكان هو المسؤول عن مشاركتها في مناظرة نظمها نادي أدموند بروك في أكسفورد بعنوان «العلاقات الحميمية أمر عظيم». وتسأل الصحيفة البريطانية ماي التي تتحدث دائما من دون دفتر ملاحظات: «هل العلاقات الحميمية أمر عظيم، أم أن النجاح أفضل» ؟ فتقول ضاحكة إنها ستطالب بالتعديل الخامس، كي لا تدين نفسها.

مشوار الصعود

انتخبت رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة تيريزا ماي لأول مرة نائباً عن مقعد حزب المحافظين في بيركشاير عام 1997، وهي تعد أطول وزيرة داخلية في بريطانيا بقاء في المنصب منذ حوالي قرن من الزمن .

وتسخط من المزاعم التي تساق عن أن معاناتها من مرض السكري من النوع الأول تجعلها غير قادرة على التعامل مع ضغوط منصب رئاسة الوزراء، وعلى الرغم من اضطرارها لحقن نفسها بالأنسولين أربع مرات يومياً إلا أنها ترفض فكرة أن ذلك قد يؤثر على إدارتها البلاد، وتقول: «يصبح الأمر جزءاً روتينياً من حياتك».

البيان

Exit mobile version