هل يمكن أن تنعم الخرطوم مستقبلا بشبكة صرف صحي؟ في حال كانت الإجابة نعم فإنها مع ذلك غير مطمئنة بتاتا لسكان العاصمة خلال خريفهم هذا والذي حل عليهم بخيبات الفصول السابقة وللأسف بذات السلطات المحلية التي وإن تغيرت شخوصها وأعيدت هيكلة مؤسساتها تبقى عقليتها كما هي ساهية عن الخريف وتتصنع الطرش إزاء شكاوي الناس ومصائبهم التي تمطر عليهم عاما تلو آخر.
لا تزال مشكلة الصرف الصحي قائمة ولا يهم هنا التذكير بأنها خصما على عاصمة تصفها المكاتبات الرسمية بأنها “حضارية” ولا تزال النفايات مكشوفة على السماء الماطرة وإن دفع الناس رسومها عن يد وهم صاغرون ولا تزال الطرق تصد الناس عوضا عن تسهيل حركتهم التي تتراجع لصالح حركة الحشرات بمختلف أنواعها وأمراضها.
“عدم التخطيط السليم”، هذه هي العبارة التي يتفق عليها الناس ويتفق المسؤولون على خطئها حتى ولو رواها لنا التاجر عامر علي بذات الكلمات التي يرويها لنا زملاؤه في سوق الحارة (29) بالثورة بكل لغات الدنيا وإشاراتها.
يأسف عامر من كون “المجاري” التي حفرتها السلطات لتصريف المياه لم تفعل سوى اصطياد المارة مع حفرها بإهمال ودون مراعاة لكونها تقطع الطرق في وجوه سالكيها.
يقتسم محدثنا الأمل مع جيرانه في أن يحل عليهم الخريف يوما ما وقد قامت السلطات المحلية بواجبها بذات الهمة التي تحصل بها الرسوم المفروضة على محلاتهم ويغيب عنهم مشهد السيول المندفعة من السلسلة الجبلية غير البعيدة عنهم لتجر معها ما شاء لها أن تجر.
بوجه واجم تسأل المواطنة حواء محمد إبراهيم عن صحة ما قرأته وسمعته في نشرات الأخبار الحكومية عن اكتمال استعدادات المحليات لفصل الخريف، لكنها تمضي دون أن تنتظر إجابة مني، ربما لأنها قرأت خبر تلك الاستعدادات المكتملة في واحدة من صفحات هذه الصحيفة نقلتها عن واحد من أولئك المسؤولين الذين لا يزالون عند جزمهم بأن الاستعدادات “اكتملت”.
اليوم التالي