أقساط وعجور

قبل عدة أشهر كتب العبدلله مقالاً بعوان (بس عجور) بعد أن شاهد أحد الإخوة الشيوخ في أحد القنوات الفضائية وهو يتحدث عن (عزوف الشباب عن الزواج) وقد كان شيخنا يحث الشباب (العاطل والشغال) على الزواج بالموجود كما كان يفعل الصحابة وهو لا يعلم أن الغالبية العظمى من الشباب (ما عندهم أبوالنوم) وإنو (حق المواصلات عندهم فيهو مشكلة) ناهيك عن (سندوتش الطعمية) يستوي في ذلك العاطل والشغال !(ماهيتو كم يعني)؟
ولتبسيط مسألة الإعاشة (بس) خليكم من السكن فقد ضرب العبدلله للشيخ مثلاً في المقال المذكور هو لو أن الزوجين أرادا أن يفطرا ويتغديا ويتعشيا (كل واحد عجورة) فهذه 180 عجورة في الشهر وإذا علمنا أن سعر العجورة خمسة جنيهات فهذه قرابة المليون جنيه (عجور بس) !
طيب أيه لزوم المقدمة دي .. لزوم هذه المقدمة صورة لطلب يوزعه أحد البنوك التجارية المعروفة عنوانه (برنامج تمويل الزواج) يعني بالعربي كده (مرابحة زواج) يقول الطلب :
ما هي طريقة التمويل:
– تمويل لمدة أقصاها 36 شهراً (3 سنوات)
– هامش الربح السنوي (يتراوح) 12%
– المقدم 15% من قيمة التمويل
– التمويل أقصاه مبلغ 150000 جنيه (يعني 150 مليون)
ما هو المطلوب :
حساب توفير مميز أو جاري
يتم الطلب من قبل :
– العريس
– العروس
– أب / أم العريس
– أب /أم العروس
الفرق بين ذلك الشيخ المذكور في صدر المقال وما قام به هذا البنك هو أن الشيخ يدعو الشباب للزواج بالموجود وهو لا يعلم بأنو (الموجود ده ذاااتو مافي) بينما البنك عارف القصة دي وبالرغم من كده عاوز يقوم بتمويلها !
طيب .. البنك بيقول ليك يا شاب يا عايز تعرس تعال أفتح حساب جاري وإتصرف من خنا ومن هنا وأدفع لينا 22 مليون ونص (مقدم) ونحنا بنديك 150 مليون لمدة 3 سنوات نربح فيها 45 مليون جنيه بس ! ويقوموا يشتروا ليك الشيلة .. الملابس .. الريحه اللينة والريحة الناشفة .. الدبل .. (طبعن مافي طريقة للدهب) .. ويحجزوا ليك الصالة ويدفعوا ليك للفنان ويجهزوا ليك العشاء والبارد وحق (الفندق وشهر العسل) !
وبعدين يا شاب تمشي شهر العسل وترجع يكون الشيك الأول دخل ، طبعن عاوز تعرف الشيك الشهري قيمتو كم .. طيب خليك ريلاكس كده وأعصابك هادية عشان أقول ليك إنو قيمتو (حسب التضريبات) هي أربعة مليون وتمنمية جنيه (بس) ! تقوم إنتا تدفعا وكمان تدفع معاها (مليون جنيه عجور بس) عشان تعيش إنتا وزوجتك ، يعني يكون المفروض تدفعو شهرياً حوالي ستة مليون (أقساط وعجور) !!
البنك يا سادتي الأماجد لم يذكر في طلبه (الضمانات) التي من المفترض أن يقوم بتقديمها الشخص الذي يريد التمتع بهذه الخدمة (الخطيرة) ويبدو أنه قد ترك ذلك (متعمداً) ليفاجأ بها الشخص عند التقديم ، ولما كان من البدهي أن يطالب البنك بضمانات حماية لأمواله المقترضة (إن شاء الله شيك ضمان) فهذا يعني أن هؤلاء العرسان المقترضين سوف لن يشاهدوا إبنائهم وهم يولدون لأنهم سوف يكونوا حينها في الحبس (لحين السداد) !!
هل يمكن أن نقول أن هذا البنك يقدم خدمة للمجتمع؟ بالطبع لا فالقائمون على أمره يعلمون تماماً بإنو (القصة بايظة) وأن الإقتصاد يمر بحالة من الإنهيار وأن ضروريات (الاسرة) أصبحت عصية حتى على الذين (كانوا) قادرين ، للأسف هذا البرنامج الذي طرحه هذا البنك يحمل في طياته شروراً للمجتمع لا آخر لها وإلا فليخبرنا من فكروا فيه كيف لشاب غير قادر على الزواج أن يقوم بدفع قسط شهري للبنك يقارب الخمسة مليون؟
متي يعلم المسؤولون عموماً بأن (القصة) ما قصة (تنفيذ برنامج الزواج) بقدر ما هي القدرة على إستمرارية برنامج (ما بعد الزواج) وإستطاعة الشخص توفير المتطلبات الأسرية التي تمكنه من العيش (في سترة) هذه المتطلبات (الضرورية) التي أصبح الإيفاء بها في هذا (العهد الميمون) مفارقة تبعث على الضحك والبكاء معاً .

تنبيه :
اليوم تضاف واو جديدة وكده !