انفجرت الأوضاع في مدينة واو بدولة الجنوب إثر اشتباكات بين قوات الجيش الشعبي وقوات المعارضة، وفيما شهدت مدينة جوبا هدوءاً حذر بعد أيام متواصلة من القتال الشرس والدامي، كشف القيادي في المعارضة الجنوبية أنارجي جيرمللي رومان عن ارتكاب الجيش الشعبي الحكومي مجزرة بشعة أمس الأول في جوبا بعد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس الجنوب، ونقل رومان لـ (الإنتباهة) أن المجزرة الجديدة ضد المدنيين في جوبا أوقعت (300) شخص قتيل على الأقل، وفي غضون ذلك كشفت الحكومة عن اجتماع وصفته بالمهم جداً للمفوضية المشتركة لمتابعة تنفيذ اتفاق السلام للجنوبيين بالخرطوم نهاية يوليو، وأوضحت أن الاجتماع بحضور مجموعة الترويكا والشركاء الدوليين سيعقد في (31) يوليو الجاري، بينما كشف الحزب الحاكم عن تقدم واشنطون بطلب للخرطوم للتدخل في حل أزمة الجنوب، وفيما رهنت الخرطوم تدخلها برفع العقوبات الأمريكية عن السودان، ألمحت إلى إمكانية أن ترسل قوات سودانية لحفظ السلام في الجنوب وفقاً لتفويض من المجتمع الدولي والإفريقي. وكانت المندوبة الدائمة لأمريكا في الأمم المتحدة سمانثا باور قد دعت دول الإقليم إلى التجهيز لاحتمالية نشر قوات إقليمية في الجنوب، في وقت طالب فيه رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الفريق شرطة أحمد إمام التهامي بضرورة ضبط الحدود مع دولة الجنوب، بجانب إدارة عمل متكامل لللجوء المتوقع جراء الحرب الدائرة هناك. مخطط الاغتيال فجر نائب المتحدث العسكري جناح مشار ديكسون جاتلواك معلومات خطيرة للغاية عن محاولة اغتيال مشار داخل القصر الرئاسي والتي تم إفشالها بواسطة قوات مشار. وقال جاتلواك لـ (الإنتباهة) أمس إنه عند وقوع الأحداث بالقصر كانت هناك محاولة لقتل النائب الأول، بيد قواته استطاعت إخراجه وإفشال المحاولة. أصوات الرصاص واندلعت اشتباكات عنيفة أمس في واو بين الجيش الشعبي وقوات المعارضة، ونقل شهود عيان أن المدينة استيقظت صباح أمس على أصوات الرصاص والدوشكات. وأكد قائد المعارضة المسلحة العقيد أوغسطين تشارلز لإذاعة (تمازج) أن قواتهم تعرضت لهجوم من قوات سلفا كير حوالى الساعة السادسة صباحاً في مناطق (غونق و براري وديفا وفي بقريا)، وأكد أن القتال الضاري مازال متواصلاً ويهدف لإخراج قواتهم من مواقعها. تصفية مشار وفي ذات السياق قال المتحدث باسم المعارضة الجنوبية بيتر جاتكوث عبر الهاتف لـ (الشروق) إن الوضع هادئ حالياً بجوبا مع وجود أمني كثيف في مداخل المدينة وطائرتين حربيتين تحلقان منذ الصباح فوق معسكر قواتهم، وأكد التزام حركته بوقف إطلاق النار، لكنه شكك في قدرة الرئيس سلفا كير ميارديت على ضبط قواته، واتهم جاتكوث مجلس سلاطين قبيلة الدينكا بالتخطيط لتصفية د. مشار عبر افتعال الأحداث الأخيرة، واستبعد التوصل إلى مصالحة في الوقت القريب، قائلاً إن الصراع في الجنوب حوله مجلس سلاطين الدينكا إلى صراع عرقي، والدليل استهداف منازل قادة كبار من النوير في جوبا رغم ولائهم لحكومة سلفا كير. وزراء (إيقاد) وقال المتحدث باسم الرئاسة في الجنوب أتينج ويك أتينج، إن الأوضاع عادت للاستقرار والهدوء، وإن كل الجنود عادوا لثكناتهم العسكرية. وكشف أن وزراء خارجية (الإيقاد) سيصلون جوبا اليوم لمقابلة الرئيس سلفا ونائبه مشار، لتنفيذ قرارات (إيقاد) الأخيرة واتمام عملية السلام . اجتماع رئاسي في ذات الاتجاه، بحث اجتماع برئاسة نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن بالقصر الرئاسي أمس، بمشاركة الجهات ذات الصلة, التعامل مع المستجدات الجارية بدولة الجنوب. واستعرض الاجتماع حسبما نقل وزير الدولة بالخارجية عبيد الله محمد, كيفية التعامل مع المستجدات بدولة الجنوب في المرحلة الحالية, خاصة ما يلي الجالية السودانية. وذكر عبيد الله للصحافيين، أن الاجتماع بحث إمكانية خروج الجالية أو حاجتها لنوع من الإخلاء من دولة الجنوب، ونبه إلى بحث الاجتماع لكيفية التعامل مع الأعداد الكبيرة والمتوقعة لتدفقات الجنوبيين نحو السودان، وقال عبيد الله، إن الحكومة أجرت اتصالات واسعة مع الجهات والبعثات الدبلوماسية والأمم المتحدة والترويكا, إذا احتاج الأمر لعملية إخلاء للمساعدة بين السودان وبينهم، ونوه إلى اتصالات مع دولة يوغندا والتحضير لإخلاء بري للجالية حال استدعى الأمر، وأكد عدم وجود معلومات بشأن مقتل سودانيين في أحداث جوبا. مجازر واغتصاب وفي ذات السياق، كشف القيادي بالمعارضة الجنوبية نارجي جيرمللي رومان لـ(الإنتباهة)، أن المدنيين بعد اتفاق وقف إطلاق النار، خرجوا من مخابئهم إلى المعسكرات الأممية, إلا أن قوات سلفا أطلقت النار عليهم عند الساعة التاسعة مساء بتوقيت جوبا بعد ساعة على اتفاق وقف إطلاق النار.مضيفاً أن جنود الحكومة ارتكبوا تلك المجازر بجانب عمليات اغتصابات بشعة ارتكبت خلال اليومين الماضيين. وكانت الفوضى تعم المدينة وجثث القتلى في جوبا فاضت خارج مستشفيات جوبا الأمر الذي عجزت عنه حتى منظمة الصليب الأحمر. وأفصح رومان عن قيام قوات سلفا كير برمي مواد سامة على مقر إقامة رياك مشار في جبل كجور، وأشار إلى أن طائرات مقاتلة مجهولة من نوع (جيت) و(ميج) ظلت تحوم حول جوبا أمس رغم وقف إطلاق النار. تصفية المعتقلين وفي سياق منفصل، أكد مسؤول رفيع بالمعارضة – فضل حجب اسمه – لـ(الإنتباهة), عن تصفيات عرقية ضد قبيلة النوير عادت من جديد في العاصمة, حيث أعدم العديد من المعتقلين من أبناء النوير في المعتقلات بسجون الاستخبارات العسكرية، والذين تم اعتقالهم قبل الأزمة الأخيرة، وأضاف القيادي أن التصفيات شملت أيضاً أبناء النوير في أحياء تونقفينج وقوديلي. وفي سياق متصل, أكد القيادي أن حشوداً ضخمة من مقاتلي النوير بولايات أعالي النيل الكبرى لا يزالون يتجمعون بما فيهم قوات الفريق بيتر قديت، متوجهة إلى جوبا لإنقاذ أبناء قبيلتهم في العاصمة. قوات سودانية وفي سياق متصل, أزاح أمين دائرة إفريقيا والمسؤول عن ملف الجنوب بالمؤتمر الوطني سيف الإسلام عمر, في منتدى بالمركز القومي للإنتاج الإعلامي أمس, أزاح الستار عن إمكانية حدوث وحدة اندماجية أو كنفدرالية أو تكامل مع الجنوب حسب رؤية وقناعة قيادتي البلدين, ولكنه استبعد العودة للوحدة بين الجنوب والشمال، وقال إن الخوف من اتساع الصراع وامتداده لدول أخرى كان وراء الحديث عن تدخل دول الجوار، ولم يستبعد مشاركة قوات سودانية ضمن تحالف شرق إفريقيا من حفظ السلام بدولة الجنوب رغم عدم اكتمال تشكيل تلك القوات. وقال: (إذا تم الاتفاق عليه بين دول الإيقاد، السودان سيشارك فيه). ضبط الحدود وفي ذات السياق، طالب رئيس لجنة الأمن بالبرلمان أحمد إمام التهامي بحسب (سونا) أمس, بإحكام التنسيق بين القوات النظامية والجهات المسؤولة عن اللاجئين والشؤون الإنسانية من أجل ضبط الحدود مع الجنوب، وأبدى التهامي أسفه لما آلت إليه الأوضاع في الجنوب، مشيراً إلى أن الأحداث تدل على عدم توفر الثقة بين الأطراف المتنازعة، لافتاً إلى تحول النزاع إلى قتال قبلي، وإلى عدم تحكم القيادة على قواعدها. وناشد قيادة الأطراف المعنية إلى إعمال صوت العقل وتجنيب بلادهم ويلات الحرب، وأشار التهامي إلى مناشدة رئاسة الجمهورية، والاتصالات التي يجريها السودان لإعادة الأمور إلى نصابها بدولة الجنوب باعتبار أن أمنها من أمن السودان.
الانتباهة