طبّقت المخابز في العاصمة السودانية الخرطوم زيادة في أسعار الخبز ليصبح سعر قطعتي الخبز (زنة الواحدة 80 غراما) جنيها، وهو السعر الذي كان محددا لثلاث قطع. وعزا اتحاد المخابز هذه الزيادة إلى ارتفاع أسعار الدقيق عالميا.
وتشكل هذه الزيادة عبئا كبيرا على المواطنين، خاصة أنها تزامنت مع زيادات في أسعار المواصلات واللحوم والخضر ومستلزمات المدارس، ومتطلبات فصل الخريف.
وقال الطاهر بكري، الخبير في مجال حماية المستهلك، إن زيادة أسعار السلع الأساسية أصبحت تشكل ظاهرة خطيرة ومتكررة وغير معلومة المصادر، وهي غير مبررة على حد تعبيره. وأشار مواطنون في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن هذه الزيادة «مطبقة منذ فترة طويلة بالعديد من ولايات السودان الأخرى»، مؤكدين «تناقص وزن الخبز مع مرور الأيام».
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية، فقد أرجع عادل ميرغني، نائب الأمين العام لاتحاد المخابز، الزيادة إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج في ظل تصاعد أسعار الدقيق، مشيرا إلى غياب أي خيار آخر لضمان وجود الخبز غير تخفيض عدد قطع الخبز التي يمكن ان يشتريها الجنيه.
وأكد أن الاتحاد «يبذل جهودا مع وزارة المالية بالولاية لتخفيض أسعار دقيق القمح المستورد بواقع دولارين للجوال»، (الذي يبلغ سعره 19دولارا). وأضاف أنه إذا تم التخفيض فيمكن أن يحدث توازن في معادلة الخبز لتباع ثلاث قطع زنة 80 غراما بجنيه كسابق عهدها.
وأشار نائب الأمين العام لاتحاد المخابز إلى أن حجم الاستهلاك اليومي لولاية الخرطوم من الخبز يقدر بأكثر من 50 مليون قطعة زنة 80 غراما.
وأكد أن المطاحن تعمل بطاقتها المعهودة، وأن المخزون الاستراتيجي للبلاد من الدقيق يكفي لمدة ستة شهور.
ويرى الطاهر بكري أن ما يقوله المسؤولون عقب كل زيادة يؤكد فشلهم في إدارة شؤون المواطنين.
وقال إن زيادة أسعار الخبز «جاءت في توقيت غير مناسب وكأنها تمثل هدية الحكومة لمواطنيها بمناسبة العيد». وطالب أجهزة الدولة المختلفة بضرورة مراعاة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الناس، ومعالجة مشاكلها من دون إلقاء مزيد من الأعباء على المواطنين، مشيرا إلى توقعاته بزيادة مقبلة في أسعار الكهرباء «بحسب ما يستقى من تصريحات الوزير المختص» كما قال.
وأشار الطاهر إلى أن الزيادات المتكررة جاءت بعكس خطاب الرئيس في عيد الاستقلال، الذي أكد فيه أن معيشة المواطن «خط أحمر»، وأن برنامجه الانتخابي «يقوم على توفير الحياة الكريمة للشعب».
وقال الطاهر إن «الخط الأحمر صار خطا أخضر وطريقا مفتوحا لتمرير الزيادات في أسعار السلع والخدمات الضرورية، مما يؤكد أن سياسة الرئيس في واد وأجهزته التنفيذية في واد آخر».
ودعا نقابات العمال لـ«القيام بدورها تجاه منسوبيها بدلا من أن تصبح بوقا لتأييد الحزب الحاكم». كما طالب منظمات المجتمع المدني وأجهزة الإعلام بالضغط على الحكومة للتراجع عن هذه الزيادة.
وتجدر الإشارة إلى أن خواتيم شهر رمضان شهدت ندرة في الخبز وعودة الطوابير للمخابز في ولاية الخرطوم، والتي يبلغ عددها في الولاية 2300 مخبز تستهلك ما بين 30 إلى 35 ألف جوال دقيق في اليوم.
وكان الرئيس السوداني قد أعلن في بداية هذا العام أن قضايا المعيشة تعد من أولويات اهتمامه. وأشار إلى ما سماها النجاحات التي حققها اقتصاد بلاده في السنوات الماضية. وأكد البشير في خطابه الرئيسي ـ احتفالا بعيد الاستقلال ـ أن العام الثاني من عمر الخطة الخمسية يجيء تحت شعار دعم الإنتاج من أجل الصادر وتحسين مستوى المعيشة، مؤكدا أن ذلك هو عماد برنامجه الانتخابي.
كاتب