(عيش البيش) !!

*والصحيح لغوياً هو (عش) وليس (عيش)..

*فالفعل هنا بصيغة الأمر كيلا نعطي ثُغرة للذين نعنيهم بكلمتنا اليوم..

*وكلمة (ثُغرة) هي بضم الثاء- بالمناسبة – لا فتحها..

*فهكذا علمنا جدنا (الأعجمي) سيبويه لا المستعربون في بلادي..

*رغم إن ما يفعله هؤلاء في لغة الضاد – الآن- يجعلنا نمد رجلينا ونحن نكتب..

*بل يمكننا أن نكتب برجلينا هاتين عوضاً عن اليد..

*ولو كان سيبويه عائشاً بيننا لقال (يا زول ها، أكتب ساكت ولا يهمك)..

*ولم أقل (عائشاً البيش) ، وإنما وسط (البيش)..

*وذلك بالنظر إلى (البشتنة) اللغوية المنتشرة هذه الأيام..

*في الصحف ، الفضائيات ، الإذاعات ، المنتديات ، وحتى الجامعات..

*أما مفردة (بيش) هذه نفسها فيعود فضل إلمامي بها إلى قارئ شاب..

*قال لي (يا أستاذ ما تتعب نفسك مع ديل وعيش زيهم البيش)..

*وكان ذلك في خضم معاركي مع مناضلي الأسافير أيام الذي ظنوه (ثورة)..

*وعرفت منه أن (البيش) هو شيء مثل (الوهم)..

*هو أمر لا يقل خطورة عن الذي ذكره سمير عطا الله في كلمة له البارحة..

*فقد كنت أظن أن الحقد- بين الصحافيين-هو (ماركة) سودانية..

*صحيح هو أحد كريه الخصال المتفشية وسط السودانيين بشكل عام الآن..

*خصال كتبت عنها مرة تحت عنوان (إنت ليه سوداني كدا؟)..

*وهي الحقد والغيرة والحسد والشماتة ..

*ولكني ما كنت أظنها موجودة لدى رصفائنا العرب كذلك..

*أو على الأقل بكل هذه الحدة التي نتصف بها..

*قال عطا الله (أي مهنة في الأرض مليئة بالغيرة والحسد إلا الصحافة)..

*(فهي الغيرة والحسد ، وجنون الغيرة والحسد)..

*ويمضي قائلاً (بعض الزملاء يضرعون لفشلك أكثر مما يضرعون لنجاحهم)..

*وهو لديه تجاربه الخاصة المؤلمة ، ونحن كذلك..

*تجارب قد تبلغ مرحلة ألا تميز بين الضحكة الصادقة والكاذبة في وجهك..

*بين الذي يُقال أمامك ، ونقيض له من وراء ظهرك..

*بين الاسم الذي تعرفه ، وآخر مستعار في مواقع التواصل الإلكتروني..

*وإن لم نصلح نفوسنا – كصحافيين- فكيف نصلح المجتمع؟..

*وإن لم نمارس فضيلة النقد تجاه ذواتنا فكيف نمارسه صوب الآخرين؟..

*وإن لم نتعامل بوجه واحد فكيف ندعو لنبذ رذيلة (الوجهين)؟..

*ويسخر سمير من بطل توفيق الحكيم- محسن- الذي عشق قاطعة التذاكر بالمسرح..

*بينما هو عشقته- حسب ظنه- سيدة المسرح (ذاته)..

*أما أنا فقد عشقت- وعشقتني- (سياسة العزلة المجيدة)..

*فهي خير لي من أن (أعيش البيش!!!).

Exit mobile version