كشفت وزارة الخارجية الأميركية، أنها بدأت إجراءات تقليص عدد أفراد بعثتها الدبلوماسية في جنوب السودان جراء “تدهور الأوضاع الأمنية هناك”، دون تحديد حجم التقليص.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن المتحدث باسم الوزارة، جون كيربي، أمس الإثنين “نقوم بالتحرك على مختلف الأصعدة من أجل تقليص عدد طاقمنا (البعثة الدبلوماسية) عن طريق تنفيذ أمر بمغادرة موقعنا، وهو ما نركز عليه حالياً”.
وأشار إلى أن هذا التقليص ناتج عن “تدهور الأوضاع الأمنية، نحن كذلك في اتصال مستمر مع المواطنين الأميركيين في جوبا، وقد أصدرنا تحذيراً بالسفر مساء يوم أمس (الأحد)”.
ولفت إلى أن بلاده لازالت حريصة على “حماية المواطنين الأميركيين وإنهاء القتال” في جنوب السودان.
وأصدرت الولايات المتحدة، يوم الأحد، تعليمات إلى “موظفيها غير الأساسيين”، بمغادرة السفارة الأميركية في جوبا، محذرة في الوقت نفسه المواطنين الأميركيين الموجودين في البلاد من البقاء داخلها بسبب الأوضاع الأمنية.
وشدّد كيربي، على أن الإدارة الأميركية، “تحث بقوة، كلا الزعيمين (رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه ريك مشار) لفعل كل ما في استطاعتهما من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار والسماح للمساعدات الإنسانية بالتدفق دون قيود إلى المناطق المتضررة من العنف”.
طلب بان اتخاذ 3 إجراءات عاجلة بخصوص جنوب السودان هي حظر تصدير السلاح وتوسيع العقوبات ودعم بعثة الأمم المتحدة
وفي وقت سابق من الإثنين، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في تصريحات للصحافيين بمقر المنظمة في نيويورك، إنه طلب من مجلس الأمن اتخاذ 3 إجراءات عاجلة بخصوص جنوب السودان هي حظر تصدير السلاح لجوبا وتوسيع العقوبات ودعم بعثة الأمم المتحدة فيه.
في المقابل، اعتبر وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان، مايكل مكواي، لـ”العربي الجديد” أن “بان بنى مطالبته بفرض حظر على الجنوب، في غياب تام للحقائق فيه”.
ووصف مكواي، بان، بـ”الشخص الموهوم الذي لا يعرف ماذا يفعل، ويردد إملاءات البعض، والذين ظلوا يعملون طيلة الفترة الماضية لفرض ذاك الحظر على جوبا”.
وأضاف: “عليهم أن يفرضوا حظراً على أميركا أولاً، للجرائم التي ترتكبها”، معتبراً أن “في المجلس عقلاء وواعين، ولن يسمحوا بتمرير مثل ذلك القرار” .
وجزم مكواي، برفض بلاده، دخول أية قوة أممية جديدة، قائلاً: “لن نسمح بزيادة جندي واحد لقوات الأمم المتحدة في الجنوب، باعتبار أن ذلك يمثل احتلالاً، وغير مستعدين تماماً لتلك الخطوة”.
إعلان وقف إطلاق النار
وشهدت دولة جنوب السودان، اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة والمعارضة المسلحة بزعامة رياك مشار، داخل العاصمة، خلفت نحو سبع مائة قتيل خلال الأيام الثلاثة الفائتة، بعد أن تجددت في معقل تمركز قوات المعارضة بمنطقة الجبل، التي تبعد خمسة كيلومترات عن القصر الرئاسي، وبالقرب من مطار المدينة.
وأعلن ماكوي أن “الرئيس سيلفا كير أمر بوقف لإطلاق النار، يسري ابتداء من الساعة 18:00 (15:00 بتوقيت غرينيتش)”.
وجاء هذا الإعلان، في بيان تلاه الوزير عبر التلفزيون العام “جدد الرئيس التزامه بتطبيق محتوى اتفاق (السلام) روحاً ونصاً، وأصدر بالتالي مرسوماً يأمر بوقف المعارك بأثر فوري”، بدءاً من الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي.
وبحسب المرسوم فإن كافة قادة الجيش الحكومي تلقوا “الأمر بوقف إطلاق النار وتنفيذ ما جاء في المرسوم ومراقبة قواتهم وحماية السكان المدنيين وممتلكاتهم، كما أن عليهم تأمين حماية كل مجموعة عرقية يمكن أن تستهدف من بعض العناصر في قواتهم، وكل (جندي في التمرد السابق) يسلم نفسه للجيش يجب حمايته”.
العربي الجديد