حال الخرطوم.. بين الكحة وصمة الخشم

هيئة نظافة ولاية الخرطوم حاولت مباغتة الرأي العام بخبر وقائي لها من النقد يحوي أرقاماً لعدد الرحلات التي قامت بها عربات النفايات لسحب النفايات من أحياء، وشوارع، وساحات وأسواق ولاية الخرطوم.
وعنوان لافت يقول (الخرطوم: 1000 رحلة يومياً لسحب النفايات خلال العيد)؛ لا يملك المواطن بعده إلا أن يكذب عينيه اللتين شاهدتا أكوام النفايات التي تملأ الشوارع والأزقة وهو يستدعي رائعة خليل إسماعيل (أغالط نفسي في إصرار واقول إمكن أنا الما جيت).
وتوظيف الأرقام الإعلامية بهذا الشكل هو نوع من أنواع (الخم العام) وتغطية الفشل بمينشيتات براقة، لكن الواقع يقول إن عمليات سحب النفايات بدأت مظاهرها تبدو للمواطنين في الكثير من أحياء الخرطوم بعد نهاية يوم العيد نفسه حيث تبادلنا تهانئ العيد على مسرح خرطومي لم يؤدِّ مراسم الاستحمام في هذا العيد برغم إفطار الحنفيات بعد طول صيام.
لا زالت الشواهد تعانق بعضها بأن خرطوم اليوم أكثر تراجعاً في مستوى الاهتمام بأمور الخدمات والنظافة وصحة البيئة وصحة المواطنين وهيئة المدينة ومظهرها من خرطوم الأعوام الماضية.
ونخشى بل نكاد نجزم بأن الخريف المتأخر عن موعده في الخرطوم سيأتي بشاهد جديد على عدم وجود أي استعدادات.
فجداول تصريف مياه الأمطار والتي كانت المحليات تقوم بتنظيفها وإزالة الأوساخ منها قبل شهر أو شهرين من دخول فصل الخريف ولم يكن هذا العمل نفسه كافياً لسحب وتصريف مياه الأمطار لكنه كان على الأقل مقبولاً في إطار (الكحة ولا صمة الخشم)، اقتربنا الآن من منتصف يوليو على حال (صمة الخشم) من المحليات إذ لم تتم هذه العمليات الروتينية في جداول التصريف في العديد من أحياء الخرطوم التي سمحت لنا الظروف بزيارتها ضمن (حوامة العيد).
بعضهم بدأ يهمس بأحاديث – غالباً هي محض خيال وتحليلات وليست معلومات – تقول إن السيد عبد الرحيم محمد حسين لا يرغب في الاستمرار والياً للخرطوم..
هذه الشائعات لا يجب أن تمر علينا دون تمحيص في أسباب اختلاقها فالخيال الشعبي لا يبني أفكاره إلا على منطق.. والمنطق البسيط الذي بنيت عليه تلك الشائعات هو منطق ضعف الأداء وضعف الحماس للعمل في المحليات وضعف المتابعة حسب رصدنا لها وضعف النتائج.
المنطق يقول إن الوالي عبد الرحيم لو كان متحمساً لعمله لقدم أداءً إن لم يكن متقدماً بخطوات على من سبقه، لكنه على الأقل مثله وليس أقل وأضعف منه كما هو الحال.
غداً نحكي عن رحلة عيدية لجبل أولياء.. ونتسامر حول حال الجبل البائس وندمع قليلاً عند أطلال الفرص السياحية الضائعة.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

Exit mobile version