البروف نواري … والبحث عن النقير عيد سعيد بروف مصطفى نواري اراك تواصل حملتك الداعيةللتطبيع مع (اسرائيل ) بعد رسالتك لبروف غندور التي سقت فيها المبررات محرضا على اللحاق بقطار التطبيع مع ( إسرائيل ) على إثر زيارة رئيس وزرائها إلى بعض دول أفريقيا، ومذكرا بمبادرة الدول العربية التي باتت أقرب لركوب قطار التطبيع .
وكأنك تغري بروف غندور بذلك الهتاف القديم ( بع فإن الناس قد باعوا ) . ولكنك لم توضح له ولنا جدوى البيع وربحيته و انت الإسلامي الذي تقرأ في الكتاب العزيز ( أن يكن لهم نصيب من الملك إذن لايأتون الناس نقيرا ) في وصف اليهود . ولم تثبت لنا جدوى التطبيع السياسية وانت السياسي الذي جرد قلمه لتسويق التطبيع حتى استحق أن يرشحه البعض لسفارة السودان القادمة في إسرائيل بعد نجاح حملته ، هذه الحملة التي تمجد كامب ديفيد التي استعادت سيناء ووفرت الملايين للخزينة المصرية على حد زعمك ، ولم تحدثنا عن المليارات التي فقدتها الخزينة المصرية جراء تقاوي الخداع والغش التي سربتها إسرائيل لتفسد الأرض المصرية سنوات التطبيع في عهد وزير الزراعة يوسف والي ، ولم تكمل الجملة لتكون مفيدة ، لتقول أن كامب ديفيد ضيعت وحدة الصف العربي والمسلم والأفريقي والتعاطف العالمي مع قضية فلسطين والمسجد الأقصى المغتصب من اصدقائك الجدد ، لأنها وفرت الغطاء الأخلاقي للاحتلال الظالم ، وأعطت المبرر للملايين من أمثالكم ليقولوا لوزراء خارجيتهم ( بع فإن أهل الحق قد باعوا ) ، وانت تعلم بأن هؤلاء الأفارقة وغيرهم من الشعوب والدول كانت تناصر الحق الفلسطيني ولم تخذلهم عنه الا كامب ديفيد وأخواتها.
وأراك يابروف قد نسيت ان تحدث بروف غندور عن ماجنته مصر ودول التطبيع من ثمار الصلح مع ( إسرائيل )؟؟ لم تحدثه وتحدثنا عن ياسر عرفات الشهيد الذي سجنته إسرائيل في المقاطعة ثم مات مقتولا بالسم اليهودي ، بعد أن اكتشف ورطة اتفاقية أوسلو وبدأ في العودة لمنهج المقاومة ، بعد أن باعه أمثالكم من نخب التطبيع ( الترام ) ولم تحدثه وتحدثنا عن وفاء اسرائيل لاتفاقاتها مع ابي مازن الذي أصبح شرطيا إسرائيليا مهمته الوحيدة ضرب وحصار المقاومة ، ولم يجني من اتفاقياته مع اليهود سوى حنظل الخيبة ، وحكم محلي لايؤهله ليكون مجرد رئيس لجنة شعبية في حلة حمد التي يجاورك فيها اللواء معز عتباني الذي أراك تسخر من دفاعه عن حق المقاومة فنصبته قائدا عسكريا لها ، وهو شرف يتطلع له كل مسلم .
لم تحدثنا يابروف عن خدع اليهود مع دول التطبيع من أهل كامب ديفيد وأوسلو و اخواتهما وهما تفتان عضد الأمة وتمزقان صفها وتنخران في عزمها حتى وصل الأمر بأبناء الحركة الإسلامية للوقوف في صف التطبيع . أراك تتحدث عن عودة سيناء إثر اتفاقية كامب ديفيد ( الصحيح بعض سيناء ) ولم تحدثنا أن كامب ديفيد أخرت تحرير المسجد الأقصى ربما لعقود وقرون، فاي الخسارتين أكبر ؟ مثلكم — عجبي — يعظم بكامب ديفيد والحبيب ابورقيبة ، ويتجاهل أن المقاومة المباركة هي التي حررت غزة التي اضطر الاحتلال للانسحاب الأحادي منها مرغما ، وفشل في السيطرة عليها رغم تفوق إمكانياته و رغم محاولاته المتكررة . المقاومة عزيزي البروف هي التي حافظت على الحق في المسجد الأقصى المبارك ، وظلت حاضرة فاعلة رغم خذلان الصديق والجار ، صحيح أن الخذلان الآن يأتي من من حسبتهم الأقربون، ولكن اطمئنك عزيزي فإن هؤلاء المقاومين هم الذين عناهم رسول الله صلى الله عليه بقوله ( لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لايضرهم من خذلهم … هم في بيت المقدس واكناف بيت المقدس ) ، لم يقل أحد عزيزي البروف بأن المطلوب إعلان الحرب الآن على إسرائيل فإن الهمم للأسف ، وربما الواقع البئيس دون ذلك ،
ولكن على الأقل لا يمكن قبول دعاوي الانهزام والتراجع عن كل قيمة وشراء السمك في ماء اليهود ، وتخزيل الأمة عن حقها مقابل تطبيع كله فشل وبوار. ليتك يابروف وانت الاستاذ الجامعي أن تكون على الأقل مثل مناهضي التطبيع من أساتذة الجامعات الأمريكية و البريطانية الذين دفعهم حسهم الإنساني لمناصرة الشعب الفلسطيني المستضعف ، وبعضهم على ديانة يهود ، حين خزل الحس الإسلامي آخرين ، فصار لعابهم يسيل لكل جولة إسرائيلية تومض كاميرات اجتماعاتها كما البروق الخلب .
بقلم: عثمان البشير الكباشي
رئيس جمعية الاخوة السودانية الفلسطينية