كان احتجاج الزبائن على حصولهم على مبالغ من فئات الخمسة والعشرة جنيهات يسود الموقف داخل أحد الأفرع البنكية بالخرطوم يوم الاثنين الماضي أو التاسع والعشرين من رمضان المنصرم، إيقاع الحياة كان يهرول بسرعة رغم رهق الصيام وشدة الحرارة، فبرغم الجوع والعطش كان الكل يجري في ظاهرة وقفة العيد التاريخية المتجذرة أو هكذا كان يحسبها الناس قبل أن يثبت العيد رسميا بالأربعاء، وكل واحد كان ينهب الطريق ليلحق بشيء ما، بينما قبل المحتجون داخل الوحدة البنكية على مضض أكياس (العشرات أو الخمسات) بعدما أجبرتهم ظروف العيد على ذلك، وهي الظروف التي بدا أن بنك السودان راهن عليها في تمرير الفئات الورقية المتكدسة ربما، حيث أكد مصدر مسؤول في بنك فيصل تركيز بنك السودان على توزيع الفئات الصغيرة على البنوك خلال أيام العيد، وفيما لم يستبعد المصدرـ الذي فضل حجب اسمه ـ أن يكون القصد من ذلك التخلص من الفئات المذكورة، أكد أنه حدثت مشاكل كثيرة من زبائن رفضوا استلام هذه الفئات وأبدوا استياءهم من الأمر.
حضن طبيعي
(العشرة) الخضراء و(الخمسة) الزرقاء غير الصافية، تجد الحضن (الطبيعي) الرائع عند أصحاب السوبر ماركت، فقط، ذلك بحسب مسؤول في أحد البنوك.. ويؤكد خبراء ومتابعون للمجال المصرفي أن السودانيين لا يحبذون حمل الفئات الصغيرة حيث أن معظم عملاء البنوك من تجار العملة لأنها تشكل لهم عبئا ثقيلا في الوزن وخفيفا في القيمة سيما بعد غلاء المعيشة وارتفاع معدل التضخم (أحد المصرفيين دعا الدولة إلى إصدار فئة المائة جنيه، مشيرا إلى أن غلاء المعيشة وتدني القدرة الشرائية للجنيه السوداني، ووصوله إلى أدنى معدلات الصرف أمام العملات الأجنبية يستدعي إصدار فئة المائة جنيه)، بينما أكد لـ(اليوم التالي) أنه لا يوجد قانون يلزم البنك بتوفير أو تسليم العملاء لأي من الفئات الكبيرة أو الصغيرة، لكنه أشار إلى أن البنوك توفر الفئات لعملائها بحسب رغبتهم كسياسة لإرضاء الزبون والمحافظة عليه.
فئات مهترئة
في حكايات (الخمسة والعشرة) يشير وزير المالية بولاية الخرطوم عادل عبد العزيز إلى أنها من أكثر الفئات المهترئة نتيجة للاستخدام السيئ أو التعامل أو الحفظ غير السليم مثل الذي نشاهده عند كمأسرة الحافلات الذين يطبقون الورقة بين أصابعهم وتكون معرضة للتلف أو التمزق.. يقول إن الإدارة المختصة في بنك السودان تصدر بطبيعة الحال فئات بديلة لها بعد أن ترصد أعدادها وتقوم بحرقها، وفي الحكايات أن (الخمسة والعشرة) تكون مطلوبة قي أحيان لا تتجاوز المرتين خلال الشهر من المصارف ربما لأغراض مثل تنويع المبالغ بمختلف فئات الأوراق في مناسبات (سد المال) أما ما دون ذلك فهي أكثر الفئات المرفوضة من الجماهير بعكس فئة الخمسين جنيها التي تعتبر أكبر وأكثر الفئات المرغوبة لأنها تسهل حمل النقود والتداول، بينما تثبت الفئات الصغيرة خصوصا الجنيهين نفسها بين أيدى الكمأسرة والتجار الصغار وأصحاب السوبر ماركت، وربما عززت موقفها أيضا خلال أيام العيد من خلال انتشار واسع، فروت حكاية عيد مختلف بالنسبة لها.
الخرطوم – رندا عبدالله
صحيفة اليوم التالي