معتمد الخرطوم أبو شنب وفي (هوجته ) لضبط ما أسماه الزي الفاضح نسي شيئاً مهماً إن كلمة الزي الفاضح نفسها كلمة فضفاضة فما يراه أحدهم فاضحاً يراه الآخرون غير فاضح ؛ إذاً الأمر كله متروك لتقديرات شخصية بحتة .
والكلمة الفضفاضة هذه تكون مرتعاً خصباً للبعض فيفسرونها كيفما اتفق ويبدأون تطبيقها في شكل حملات تتسق وفكرتهم (هم ) وحدهم و رؤيتهم لما يعتبرونه زياً فاضحاً، فهناك من يعتقد أن البنطال زي فاضح وهناك من يعتقد أن الفستان ينبغي أن تتم خياطته عند الترزي الذي يعرفه هو وحسب فهمه هو؛ وهناك من يعتقد أن النقاب هو الأفضل وليس الحجاب وهكذا ندخل في جدل لا طائل من ورائه حول ماهي مواصفات الزي الفاضح .
الأهم من كل ذلك هل مشاكل محلية الخرطوم انتهت وتبقى للناس مشكلة ما يلبسون …..!!
إن المعتمد الذي يساهر في الشوارع لينقب عن بناطلين الفتيات وملابس الشباب لا يعلم أن المواطنين في كل أحياء الخرطوم وبلا استثناء يسهرون خلال شهر رمضان ليس للتهجد والعبادة وقراءة القرآن وليس لأقامة الليل في الصلوات وليس من أجل الخروج والتنزه وقضاء أمسيات سعيدة ولكنهم يسهرون وهم ( يشفطون) و (يمصون) في المواسير بحثاً عن الماء .
هل تعلم أيها المعتمد أن ميزانية غالبية الأسر السودانية والمخصصة لحلوى وكعك العيد وملابس العيد قد أصيبت في مقتل بسبب شراء براميل المياه طيلة شهر رمضان؟، هل تعلم أن المواطنين يشترون البرميل ب 120 جنيهاً لليوم الواحد ولا يكفي عادة احتياجات الأسرة ؟.
هل فكرت يوماً أيها المعتمد أن تغادر غرف الاجتماعات الباردة وتشاهد معاناة مواطني محليتك على أرض الواقع …….بعيداً عن التقارير المضروبة…..؟؟
ولكن ماذا عسانا ننتظر من رجل هو نفسه لا يعرف ما الفرق بين حي الطائف وحي الرياض ولم يرَ في حياته غالبية شوارع الخرطوم إلا بعد أن جيء به معتمد اً.
ليتك تركز في تنمية محليتك والبحث في سبل تخفيف أعباء المعيشة عن المواطنين، وعوضاً عن حملات البناطلين كثف حملاتك وتشاور مع المواطنين في( سفلتة الشوارع التي حفرتها كلها ) ، وفي محاربة الغلاء ومكافحة التسول، وإعانة الضعفاء والمحتاجين، والاستعداد للخريف والعام الدراسى و محاربة المخدرات والتي أصبحت تباع نهاراً جهارا..
وتأكد أن مايهم المواطن أولاً هو طعامه وشرابه وعلاجه وتعليمه وسكنه وعمله وليس بنطال فتاة في شارع النيل.
خارج السور:
الدنيا قبايل عيد حاول ولو مرة واحدة تعمل ليك إنجاز أو حاجة طيبة الناس يذكروك بيها بدل مساككة البنات والأولاد في الشوارع المحفرة