وعنجهية حميدة !!

*كلمتي البارحة استدعت عشرات الأمثلة..

*عشرات الأمثلة في محيطي الإلكتروني فقط..

*ولك أن تتخيل ما لم يصلني من رسائل لنماذج مشابهة..

*وخلاصتها أن التشخيص في بلادنا قد يكون قاتلاً..

*في مقابل نقيض له (بسيط) بمصر..

*وأكثر رسالة آلمتني- وأضحكتني- من تلقاء عثمان تبد..

*قال إن والدته شُخصت حالتها بعلة في الرأس..

*علة تستدعي جراحة عاجلة وإلا (راحت) الحاجة..

*هكذا حدد لهم المرض- والمبلغ- الجراح الاستشاري الكبير..

*ولكن شاء لطف الله ألا (تروح) الحاجة..

*ليس لأنهم أجروا العملية هنا وإنما لأنهم (راحوا) بها لمصر..

*راحوا بها محمولة على كرسي متحرك..

*ورجعوا بها وهي تمشي على رجليها ورأسها (سالم)..

*ولم يكلف العلاج سوى (90) قرشاً مصرياً لمدة عشرة أيام..

*علماً بأن مبلغه هنا- وفقاً للفواتير- كان خرافياً..

*ولنا أن نتساءل برعب الآن: ما الذي يجري في بلادنا؟!..

*فليس مجال الطب وحده الذي تدهور..

*وإنما نحن نتراجع في المجالات كافة بشكل مخيف..

*ومن بين هذه المجالات التعليم الذي يفرز الأطباء..

*فهو المجال الأخطر لاعتماد تطور الدول عليه..

*ونحن تعليمنا بلغ مرحلة من التدني تستوجب أن نقلق عليه..

*وها نحن (نعمل العلينا) ونقلق..

*وكذلك زميلنا الهندي عز الدين في زاويته بـ(المجهر)..

*وهو تزامن جميل غير مقصود..

*ولكن قلق الصحافة هذا لا بد أن يتبعه قلق (رسمي)..

*وابنتي هذه – بالمناسبة- كانت قد قُبلت بجامعة الخرطوم..

*وبعد أن درست بها حيناً قدمت لجامعة القاهرة..

*قالت إن المستوى الأكاديمي بها (مخجل)..

*وكذلك مستوى الاعتراف بها عالمياً..

*في حين أن جامعة القاهرة مصنفة ضمن الـ(500) الأفضل..

*وفيها يتخرج الأشهر على نطاق الوطن العربي..

*بل على نطاق العالم مثل مجدي يعقوب وأحمد زويل وفاروق الباز..

*وحاججتني في مجال تخصصي نفسه..

*قالت لي أنظر إلى فلاسفة مصر الذين تخرجوا في جامعة القاهرة..

*فمنهم حسن حنفي وفؤاد زكريا وزكي نجيب محمود..

*وأنيس منصور وعاطف العراقي وتوفيق الطويل والشاروني..

*ثم أنظر إلى فلاسفة السودان من جامعة الخرطوم..

*ليس منهم- مشهوراً- سوى كمال شداد وتفرغ لكرة القدم..

*وزكريا بشير إمام ولم يُحدِث أثراً..

*وهذا كان قديماً حين كانت الجامعة بخيرها..

*أما الآن فحتى أساتذة الفلسفة فيها مجهولون ولا يعرفهم أحد..

*وتهاجر الكفاءات – رغم ذلك – كل يوم..

*بما فيهم أطباء ما قبل (ثورة التعليم العالي) الممتازون..

*تهاجر تحت سمع وبصر و(غفلة) حكومتنا..

*وعنجهية مأمون حميدة !!!

Exit mobile version