تمرد الفراتيت.. نذُر الحرب الأهلية تقُضُّ مضجع السلام
فريق مراقبة وقف إطلاق النار يحتمي بمباني اليونميس في توريت
فريق مفوصية مراقبة وقف إطلاق النار يحتمي بمباني اليونميس في توريت
أكدت مفوضية مراقبة وقف إطلاق النار والترتيبات الامنية الانتقالية لجوء فريقها الى قواعد اليونميس في مدينة توريت بولاية الاماتونج خوفا على حياتهم بعد اعتقال رئيس الفريق في مدينة توريت يوم الأربعاء الماضي. وقالت المفوضية إن منسوبيها تعرضوا لسلسلة من التهديدات والتخويف وحظر الحركة بالرغم من الأوامر المشددة من قبل الحكومة بتسهيل عمل المفوضية. وأضافت: بدون رفع القيود عن عن عمل وحركة منسوبيها فإنها ستكون عاجزة عن خدمة مصالح الشعب الجنوبي. فيما أكدت رئيسة المفوضية روث فيني لموقع راديو اي تعرض فريقها للاختطاف والترعيب وقالت إنهم الآن موجدون بمباني اليونميس خوفاً على حياتهم وأضافت: لا يزال رئيس الفريق محتجزاً لدى القوات في توريت.
أدى إلى مقتل الضابط كول جورج
تبادل إطلاق النار بين حرس سلفاكير ومشار في حفل زفاف
شهدت صالة الحرية بجوبا حفل زفاف ابنة الرئيس سلفاكير ميارديت أنوك إلى ديفيد دينق جغاي وتمت مراسم الزواج في كاتدرائية كتور في جوبا وحضر حفل الزواج النائب الأول للرئيس الدكتور رياك مشار والنائب الرئيس جيمس واني ايغا ولفيف من الدبلوماسيين الغربيين والأجانب إضافة إلى المسؤولين ورجالات الدولة فيما شرف حفل الزفاف السيدة الاولى تيني زوجة الرئيس سلفاكير وبحسب موقع نايلومبديا فإن الزواج الذي تم بعيداً عن الأضواء اختلف عن شقيقتها الكبرى والتي تزوجت من رجل أعمال اثيوبي مثير للجدل وصحبته موجة اعتقالات واسعة وسط الصحافيين الذين حاولوا حضور مراسم الزواج.
وصحب حفل الزفاف اشتباك بين قوات الحرس التابع لسفاكير على الحرس المصاحب لمشار أدى الى مقتل النقيب بجهاز الأمن الموخابرات القومي كول جورج جيسميلا إذ قام مسلحون مجهولون بإطلاق النار عليه أمس في ضاحية كاتور بجوبا. ووفقاً لشهود عيان قام مجهلون مسلحون بإطلاق النار على كول وأردوه قتيلاً ثم قاموا بجره داخل سيارة ونقلوا الجثة إلى مكان مجهول.
ووفقاً لموقع “ن” فإن كول والذي عمل في حكومة جوبا السابقة ثم انتقل للعمل مع مجموعة مشار وفد المقدمة للحركة المتمردة الذي قاده تعبان دينق وعمل لصالح مجموعة مشار حتى اغتياله أمس.
وفي وقت وردت فيه تقارير بأن هزة أرضية خفيفة ضربت مدينة جوبا أمس.
تمرد الفراتيت.. نذُر الحرب الأهلية تقُّضُ مضجع السلام
ما أن تخرج جنوب السودان من مستنقع حتى تقع في آخر، فبعد المجاعة التي يعاني منها أكثر من ثلث سكان جنوب السودان، تأتي الحروب لتمزق ما لم تستطع المجاعة تمزيقه، حيث لم تمضِ سوى أشهر قليلة على توقيع اتفاق للسلام بين حكومة جنوب السودان والمتمردين بقيادة نائب الرئيس رياك مشار، حتى عادت الحرب تدق طبولها من جديد بين مجموعات قبلية والجيش الحكومي في مدينة واو ثاني أكبر مدن جنوب السودان وعاصمة ولاية غرب بحر الغزال.
ففي الوقت الذي تكتمت فيه السلطات في جنوب السودان عن الأحداث في مدينة “واو”، واكتفت بالإفصاح عن استعادة السيطرة على المدينة بعد معارك وصفتها بالشرسة مع المتمردين، يقول مراقبون إن الوضع أخطر من كونه معركة بسيطة يمكن التغاضي عنها، فما حدث في المدينة يعد تمردًا جديدًا في المنطقة بقيادة أبناء قبائل “الفراتيت” وربما تدعمهم أو تتحالف معهم قبائل تناصب الدينكا شيئا من العداء، حيث قتل أكثر من 40 شخصًا في المعارك التي دارت مؤخرًا غربي البلاد بحسب بيانات حكومة جنوب السودان الثلاثاء الماضي.
ومن المرجح أن تكون الدولة في جنوب السودان على شفا حرب أهلية، في ظل الحديث عن بداية تمرد وسط قبائل الفراتيت التي كانت تقاتل قواتها إلى جانب القوات المسلحة السودانية أثناء الحرب بين الشمال والجنوب، وذلك بالنظر لما يسيطر على علاقة الحركة الشعبية الحاكمة وتلك القبائل من توترات يغطي عليها الطابع القبلي.
وصرَّح مسؤول بارز في جنوب السودان، الثلاثاء الماضي، أن الجماعة المتمردة التي تشكلت مؤخرًا تعمل ضد الحكومة.
وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل مكوي لويث للصحفيين إن الجماعة الجديدة، التي يقودها السياسي المخضرم علي تميم فرتاك، اشتبكت مع القوات الحكومية في منطقة واو النائية، على مدار الأيام القليلة الماضية.
وقال لويث إن فرتاك كان يحاول إقامة دولة إسلامية، لكنه أشار إلى أن قواته تضم مقاتلين من جماعة جيش الرب للمقاومة وهي جماعة مسيحية مسلحة شنت تمردًا مسلحًا في أوغندا المجاورة، وكانت تشن هجمات على المنطقة.
الاشتباكات والقرار الجمهوري
وفي صعيد متصل فإن الاشتباكات سبقها قرار رئاسي، ووفقًا للتليفزيون الحكومي فإن إطلاقًا متفرقًا للنار كان سُمع مساء الجمعة الماضية، قبل أن يصدر الرئيس سلفاكير أمرًا جمهوريًّا بإعفاء والي ولاية واو، وايا نيبوك, وسط إطلاق نار كثيف داخل المدينة في أعقاب إعلان الجيش حظرًا للتجوال من طرف واحد، حيث شمل قرار الرئيس كير إقالة نيبوك, وهو جنرال احتياطي في الجيش الشعبي لتحرير السودان, وتعيين “أندريا مايار أكور” بدلًا منه، وهو سياسي مخضرم من أبناء المنطقة.
وكان أكور يشغل منصب رئيس المجلس التشريعي لولاية غرب بحر الغزال حتى عام 2013، حيث تمت إقالته في خطوة وصفها هو بالانقلاب الدستوري، واتهم أكور حينها والي الولاية رزق حسن زكريا بالتآمر لإبعاده، وتقدم بشكوى لمحكمة الاستئناف، ولكنه خسرها، ولم تعرف الأسباب وراء إطلاق النار في المدينة وإقالة الوالي, كما لم يوضح مكتب الرئيس أسباب إقالة نيبوك الذي تم تعيينه في ديسمبر 2015 عندما أصدر الرئيس كير قرارًا مثيرًا للجدل بزيادة عدد الولايات لـ 28 ولاية بدلًا من 10.
هذا ويعاني جنوب السودان من حرب أهلية منذ ديسمبر 2013، لكن زعيم التمرد رياك مشار عاد في إبريل الماضي إلى العاصمة دارفور في إطار اتفاق سلام برعاية أممية عين بموجبه مشار مجددًا نائبًا للرئيس سالفا كير لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتتواصل المعارك في عدة مناطق بين ميليشيات تتصارع على مصالح محلية، ولا تعتبر نفسها معنية باتفاق السلام.
ويرى مراقبون أن المتمردين عمدوا إلى نهب وسلب كل مدخرات المواطنين في المدنية من الغذاء “مما يفسر أن المجاعة التي تضرب مناطق واسعة في دولة الجنوب قد وصلت ذروتها”.
مجلس الكنائس يتقصَّى الحقائق حول أحداث واو
كشف رئيس لجنة الكنائس للمصالحة والسلام بالسودان وجنوب السودان ، المطران بول يوقسوك، عن شروع مجلس الكنائس في إرسال لجنة للوقوف على الأحداث التي وقعت في مدينة واو مؤخراً. وقال المطران، إن المجلس شرع فعلياً في إرسال لجنة إلي مدينة واو بغرب بحر الغزال للوقف على الأحداث وتفقد أوضاع المتأثرين.
وأوضح أن هنالك إتهامات للحكومة بالضلوع في الأحداث لكن مجلس الكنائس لن يؤكد ذلك إلا بعد عودة اللجنة التي من المنتظر أن تغادر إلي غرب بحر الغزال للوقف على الأحداث.وكشف عن إقامة صلوات لأرواح ضحايا أحداث واو في التاسع من يوليو الجاري.لافتاً إلي أن الحكومة كانت لها يد في الأحداث السابقة بمناطق متفرقة بجنوب السودان، مضيفاً أن مجلس الكنائس لم يتأكد بعد من الأحداث التي وقعت مؤخراً بمدينة واو.وأعرب المطران عن أسف مجلس الكنائس البالغ للأحداث بمدينة واو والتي أدت إلى مقتل وجرح العشرات وفرار الآلاف من المدنيين من منازلهم حسب التقارير الإعلامية.
وجدد الرجل الديني إلتازم المجلس بالعمل في المصالحة والسلام بجنوب السودان ،قبل أن يستدرك قوله بإن الحكومة أيضاً لابد أن تضطلع بدورها في العملية السلمية.
وأكد أن الأحداث سوف تستمر إذا لم تراجع الحكومة مواقفها، وشدد أن الحل الوحيد لهذه المشكلات التي تفاقمت بالبلاد هو تنفيذ إتفاقية السلام.مشيراً إلي أن الحكومية لا ترغب في تنفيذ إتفاقية السلام،مضيفاً أن مواطني جنوب السودان فقدوا الأمان في الحكومة لأن ليس هنالك أي جديد حتى الآن بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
من ناحية أخرى نفى الوزير السابق والقيادي علي تميم فرتاك أن تكون له علاقة بأحداث اجتياح مدينة واو بجنوب السودان من قبل بعض المسلحين.
وسخر تميم من تصريح وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل مكوي، الذي اتهمه بالوقوف وراء جماعة متمردة جديدة هاجمت القوات الحكومية في منطقة واو.
استمرار معاناة آلاف المتأثرين بسبب النزاع في مقاطعة كاجوكيجي بجنوب السودان
لا يزال الوضع متوتراً في مقاطعة كاجوكيجي بولاية الاستوائية الوسطى بدولة جنوب السودان عقب وقوع اشتباكات بين جماعات مسلحة في يونيو، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا).
وأشارت تقارير إعلامية إلى ضلوع الجيش الشعبي والشباب المحليين أو مقاتلي المعارضة في الإشتباكات التي وقعت مؤخراً والتي أدت إلى نزوح الآلاف.
وبحسب السلطات المحلية، فإن النزاع تسبب في نزوح أكثر من 9 آلاف شخص، والذين لجأوا إلى الكنائس والمدارس.
وذكر المكتب الأممي أن “الكثير من المدنيين فروا إلى الغابات أو عبروا إلى دولة أوغندا هرباً من النزاع”.
وقدمت المجتمعات المحلية والكنيسة المساعدات الغذائية والمأوى للنازحين جراء النزاع في المنطقة. وأوفدت منظمة الصليب الأحمر مؤخراً عدد من موظفيها للمنطقة.
هذا وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية إن جماعات الإغاثة تخطط لإرسال أدوية وإمدادات التغذية للنساء والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، فيما تجرى عمليات تتبع الأسر وتسجيل الأطفال الذين فصلهم النزاع عن ذويهم.
وتعد موجة النزوح في مقاطعة كاجوكيجي هي الأحدث في ظل الحوادث التي شهدتها ولاية الاستوائية الوسطى خلال الأشهر القليلة الماضية والتي كان لها أثر إنساني كبير، بما في ذلك مقاطعتا منقلا ولوبونوق وفاقيري وأوندروبا.
تعبان دينق.. غضب أم سخط؟!
قال مسؤول مقرب من حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت لموقع “ابر نايل تايمز” إن وزير المعادن تعبان دينق غاي غاضب من تعيينه وزيراً للتعدين لسببين أولهما أن تعبان كان يرغب في وزارة النفط وثانياً لأنه يرى وزارة المعادن ليست وزارة ذات ثقل يمكنها إحداث حراك فاعل في الملف الاقتصادي الجنوبي الذي يعاني الركود التام، ويقيني أن سبب غضب تعبان الذي صاغه المسؤول حقيقي بدرجة كبيرة.
وأحسب أن تعبان المعروف بالواقعية والشجاعة والمجابهة يتمتع بحس وطني عالٍ فالرجل كاد أن تذهب نفسه حسرات وهو يتجول بين دهاليز الفنادق التي جرى فيها التفاوض في إثيوبيا والسودان ودولة الجنوب من أجل رأب الصدع السياسي ورتق الفتق الاجتماعي وحقن ما تبقى من دماء أبناء الجنوب.
هذه الميزات الشخصية لتعبان مكّنته من التعامل عن قرب من الوسطاء الدوليين والإقليميين المؤثرين في ملف النفط، إضافة إلى أن شغله منصب حاكم ولاية الوحدة، الولاية الأكبر إنتاجاً للنفط في الدولة الوليدة، جعله على دارية عالية ببئية عمل النفط ومد جسور التواصل مع مختلف القطاعات العاملة في هذا المجال لا سيما المستثمرين الأجانب في القطاع.
وفي حال توقفت الحرب في دولة الجنوب فإن تعبان يمتلك من المؤهلات السياسية والخبرات التفاوضية والعشق الكبير للجنوب مخزون ثر يمكِّنه من رفع معدلات الإنتاج إلى أرقام قياسية في توقيت قياسي إضافة إلى التصدي الفاعل للمتغييرات السياسية والأمنية التي قد تهدد الملف بسبب العلاقة الشائكة بين جوبا والخرطوم إضافة الى علاقاته الجيدة التي أنشأها مع المستثمرين في قطاع النفط ومقدراته التفاوضية العالية الأمر الذي يمكنه من ضم دولة الجنوب إلى منظمة الأوبك في المستقبل.
إنصاف العوض
صحيفة الصيحة