* منح بنك السودان تصاريح تحويل للعملة الصعبة بالسعر الرسمي لشركات أدوية وهمية، ليست واحدة أو اثنتين أو ثلاثة، أو عشرة أو عشرين، وإنما 32شركة .. وأكرر (إثنين وثلاثين شركة)، لا يدري أحد كيف مُنحت هذه الأفضلية، ومن الذي أعطى التعليمات، وكيف لم يدقق بنك السودان في قائمة الشركات التي تستحق هذه المعاملة الخاصة، ولم يسأل عن المستندات الدالة على أنها معتمدة بواسطة المجلس القومي للأدوية والسموم حتى يمنحها العملة الصعبة المخصصة لاستيراد الدواء ، ولم يسمع أحد حتى الآن بإجراء أي تحقيق في هذا الجرم الفادح لتقديم المخطئين للمحاسبة، ومعاقبتهم على تبديد العملة الصعبة لصالح من لا يستحق، في وقت تحتاج فيه الدولة الى كل دولار لتنفقه على احتياجات المواطن الأساسية!!
* لو حدثت هذه الجريمة في بلد آخر، لما بقى شخص واحد من المتسبيين فيها في منصبه، من أصغر إلى أكبر موظف .. بل لكانوا الآن قابعين في السجون أو الحراسات انتظاراً للحساب، ولكن .. افرحوا أيها المخطئون والمحتكرون، والمختلسون، والفاسدون والمفسدون .. فنحن فى السودان، ولن يصيبكم أذى، وإن غضبت الحكومة وصرت وجهها وصكت اسنانها، وقررت محاسبتكم، فلا ترتعشوا او تخشوا شيئا، فليس للحكومة ما (تعاقبكم) به غير نعمة (التحليل) .. أما المواطن المغلوب الذى سرقتم نقوده وأكلتم عرقه وامتصيتم دمه .. فله أغلظ الهروات وأخطر الغازات المسيلة للدموع، حتى لو خرج وهو صائم للاحتجاج السلمي على إنقطاع المياه في رمضان .. شهر التوبة والغفران !!
* يمنح بنك السودان العملة الصعبة لشركات الادوية الوهمية بكل سهولة ويسر، بينما يبخل بأقل القليل منها، بل ويماطل ويرواغ ويمتنع عن منحها لطلاب العلم .. لمن يريد أن ينفقها على تعليمه وتطوير مهاراته ومقدراته من حر ماله الشحيح، لفائدة المريض السوداني، ولصالح الوطن الجريح الذي يصرخ ملء فمه من المعاناة والعذاب والألم .. ولا أحد يحن لصراخه..!!
* لقد ظل بنك السودان يماطل ويرواغ في ايداع المبلغ المطلوب من العملة الصعبة لدى صرافة (سوداكاش) التابعة لبنك الخرطوم لتحويلها الى بريطانيا، وتسديد رسوم التسجيل لامتحان الزمالة البريطانية التي لا تتجاوز مبلغ (595 جنيه استرليني ) لكل طبيب من الاطباء الراغبين في الجلوس للامتحان الذين لا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليدين، حتى بقي أقل من اسبوع لتسديد الرسوم، وأوشكت الفرصة أن تضيع، أو ضاعت بالفعل مع حلول العيد السعيد و(تعال بعد العيد).. تخيلوا الى أي مدى وصل بنا البؤس والهوان والاستسهال ..
* طيلة شهر كامل لم يتمكن الأطباء من تحويل الرسوم، وعندما يسألون الصرافة تجيبهم بعدم وجود عملة صعبة لأن ( بنك السودان ما رسل لينا قروش، وعاملين لجنة بخصوص الموضوع) .. لجنة لتحويل مبلغ ضئيل لدفع رسوم التسجيل لامتحان الزمالة .. وكُبرى كبير (يودى ما يجيب) لتحويل المبالغ الضخمة للصوص الشركات الوهمية !!
* يشتكي الجميع من هجرة الأطباء ومعاناة المرضى، ويطالبون بتوفير الوسائل الضرورية لتقديم خدمة طبية افضل ومنها التأهيل والتدريب .. فيمتنع بنك السودان عن توفير مبلغ زهيد، ليس هبة او منحة او صدقة، وانما يدفعه الطبيب من مرتبه الضئيل ليطور مقدراته وينفع بلده واهله ، بينما يسرح ويمرح اللصوص والمحتالون بملايين الدولارات بعون ومساعدة ومباركة بنك السودان .. يا حليل السودان وبنك السودان !!