قال مساعد نائب رئيس المجلس القومي للتخصصات الطبية برفيسور محمد الماجد إن المجلس بدأ باربعة تخصصات طبية فقط (الباطنية والجراحة والأطفال والنساء والتوليد)، وتطور إلى أن وصل إلى (47) تخصصا ويتجه الآن إلى استكمال التخصصات الدقيقة، والمتوقع تجاوزها (60) تخصصًا، وأرجع الأمر عدم توفر بعض التخصصات الدقيقة في السودان إلى شح الإمكانيات وقلة مواقع التدريب (المستشفيات) أو عدم تأهليها، وقلة الكادر الطبي المدرب.
المجلس أعد دليلا للواحدت التدريبية، يشمل البنيات التحتية والإمكانيات التقنية الملائمة لكل تخصص، لا بد أن تلتزم به حتى يتم اعتمادها، وسيرسل المجلس هذا الدليل إلى كل المستشفيات ووزارة الصحة. يضيف عبد الماجد: الهجرة كان لها أثر سلبي على التخصصات الدقيقة وعدم القدرة على تغطية النقص كما أن الطب مهنة تحتاج إلى صرف كبير وإمكانيات عالية وبالتالي إلى دعم مالي من الدولة.
يعود مساعد نائب رئيس المجلس القومي للتخصصات الطبية إلى سياق التخصصات، فيشير إلى أن “العديد منها أجيزت كجراحة الكُلى والمسالك البولية، جراحة الأطفال، جراحة التجميل، جراحة القلب والصدر وجراحة المخ والأعصاب، كما ستندرج في القائمة خلال العام الجاري تخصصات أخرى مثل جراحة الكبد والقنوات المرارية والبنكرياس وجراحة القولون والمستقيم وجراحة الثدي والغدد الصماء وجراحة زراعة الكُلى والأوعية الدموية”، أما في مجال جراحة العظام – يضيف عبد الماجد – فستُدرج جراحة السلسلة الفقرية وجراحة المفاصل ومناظير المفاصل وجراحة أورام العظام، وفي ما يتعلق بأمراض النساء والتوليد فهناك جراحة أورام النساء والعقم وتخصصات الحمل الحرج، علاوة على البرامج الجديدة الخاصة بالكوادر الطبية المساعدة في مجالات التمريض والمختبرات والاشعة والعيون والقبالة، وأشار إلى أن بعض التخصصات غير موجودة في السودان مثل جراحة نقل الأعضاء ونقل الكبد والرئة والتخصصات الدقيقة في طب الأطفال كالمخ والأعصاب.
الدكتور صهيب عبد الكريم (طبيب عمومي)، يؤكد من جانبه على ندرة التخصصات والخبرات وقلة المعلومات وضعف جودة الخدمات الصحية في السودان، وعزا كل هذا إلى عدم توفر الإمكانيات ما جعل النظام الطبي الموجود في السودان غير ملائم، وأضاف صهيب: الهجرة هي أحد الأسباب التي أدت إلى قلة التخصصات، وأردف: إذا ما استمر الوضع كما هو فسيحدث عجز في السودان ويضيف: “واحتمال كبير، حتى الأطباء العموميين ما يتلقوا ويصبحوا نادرين”، وهذا كله يؤدي إلى فقدان الثقة في الطبيب السوداني.
صهيب يؤكد أنه لا يوجد تخصص أورام أطفال في السودان، ويحكي: حالياً أنا متابع حالة طفلة لديها ورم في الدماغ، للأسف اضطررنا لأن نأتي باختصاصي أورام عام ليتابع الحالة، كما نحتاج إلى جهاز إشعاع مركزي ولكنه للأسف لا يوجد في السودان، الموجود جهاز واحد ومتوقف منذ وقت طويل، ويبدو أن الطفلة ستضطر إلى السفر خارج البلاد كي تجلس في جهاز إشعاعي وتأخذ الجرعة المركزة، وهذا سيكلف كثيرًا .
اليوم التالي