قال المركز الوطني لدراسات الفضاء في فرنسا إن المركبة الفضائية الأوروبية “روزيتا” ستهبط على سطح المذنب (67 بي/ تشوريموف- جراسيمنكو) لتدخل في سبات منهية رحلتها الملحمية بالفضاء التي استمرت 12 عاما.
أعلنت الوكالة الأوروبية للفضاء يوم أمس الخميس (30 حزيران / يونيو 2016) أن المركبة الفضائية غير المأهولة روزيتا سوف تنهي مهمتها في 30 أيلول/ سبتمبر القادم عندما يتهبط على سطح مذنب يتم دراسته.
وتلحق المركبة وزيتا بالمسبار فيله، على سطح المذنب الذي أطلق عليه اسم 67 بي/ تشوريموف- جريازيمنكو، لتنتهي المهمة الأولى في التاريخ التي تشهد الوصول إلى سطح مذنب ومرافقته خلال دورانه حول الشمس، ونشر مسبار على سطحه.
وقالت الوكالة الأوروبية للفضاء، والتي تتخذ من باريس مقرا لها، إن روزيتا سوف تهبط على سطح المذنب وتختتم المهمة بسبب تزايد المسافة بينها وبين الشمس، وهو ما يجعل من الصعب عليها إمداد نفسها بالطاقة والمحافظة على عرض النطاق الترددي اللازم لنقل البيانات العلمية.
وأوضحت الوكالة أنه “عوضا عن التعرض لفترة سبات أطول كثيرا لا يرجح أن تستيقظ منها المركبة، وبعد التشاور مع فريق العلماء المعني بروزيتا في عام 2014، تقرر أن تلحق روزيتا بفيله على سطح المذنب”. وفي تشرين ثان/ نوفمبر، تمكن المسبار الآلي فيله من الاستقرار على سطح المذنب بعد رحلة استغرقت 10 أعوام في الفضاء.
وبسبب خلل فني، لم يستقر المسبار في الموقع المحدد له على سطح المذنب، والذي كان من شأنه أن يتيح له الحصول على كم أكبر من ضوء الشمس لشحن بطارياته الثانوية. ومع ذلك، قال العلماء إنه لا يزال قادرا على جمع بيانات حول مكونات المذنب وسطحه.
وأعلن علماء الوكالة الأوروبية للفضاء أنهم يأملون في الحصول على دفعة جديدة من البيانات خلال هبوط روزيتا الأخير. ومع ذلك، ذكرت الوكالة أنه عندما تستقر روزيتا على سطح المذنب، تنقطع جميع الاتصالات.
وساعدت روزيتا العلماء في فهم أفضل لكيفية تشكل الأرض والكواكب الأخرى. ورصدت المركبة الفضائية مركبات عضوية رئيسية في مذنب مما عزز مقولة أن المذنبات أمدت الأرض والنظام الشمسي منذ زمن بعيد بالمركبات الكيميائية اللازمة للحياة.
وقال يان- إيف لو جال رئيس المركز الوطني لدراسات الفضاء “ليست هناك نهاية أفضل من أن تمنح روزيتا قبلة أخيرة لمذنبها”.
DW