ظل الجدل بشأن كيفية ظهور المياه على كوكب الآرض قائماً لعقود، بين قول البعض إن المُركبات الكيميائية للماء قد وصلت على متن أحجار الفضاء، وزعم آخرين أنها كانت على الأرض منذ نشأتها قبل 4.6 مليار عام.
ولكن الخبراء يأملون الآن بأن يهدأ ذلك الجدل، باكتشاف نيزكٍ بالقارة القطبية الجنوبية يحتوي على قطعٍ من العقيق “الأوبال”، وهي مادة بلورية تحمل خصائص الماء.
تقول هيلاري داونز، عالمة الكيمياء الجيولوجية لدى معهد بيربيك لعلوم الأرض والكواكب بجامعة لندن إن “ذلك يعد دليلاً داعماً لإمكانية حمل النيازك والكويكبات كميات كبيرة من جليد الماء”، بحسب ما نقلت صحيفة إكسبرس البريطانية
وأضافت “على الرغم من أننا حقاً قلقون حيال تبعات الاصطدام بكويكبات كبيرة الحجم، فربما قامت تلك الكويكبات بإحضار المياه إلى كوكب الأرض قبل مليارات الأعوام، وساعدته على أن يصير هذا العالم الزاخر بالحياة الذي نعيش فيه اليوم”.
ويتكون العقيق من السيليكا، كالرمال. فعندما تفيض المياه على الرمال فإنها تحمل المزيد من السيليكا وتخلف المواد التي تكون العقيق، وعندما يتبخر الماء يخلف وراءه المعادن التي تكون العقيق، وهي الطريقة التي يتراكم بها الماء في تلك الدورة الحيوية المستمرة.
وتوصل فريق الباحثين القائم بدراسة النيزك الذي يعرف باسم EET 83309، إلى أنه ربما قد ارتطم بنيازك أو كويكبات أُخرى، حيث وُجِدت شظايا من صخور فضائية أُخرى على متن النيزك المُكتشف.
وقالت هيلاري: “إن قطع العقيق التي عثرنا عليها كانت إما شذرات مكسورة أو أنها قد حلّت محل معادن أُخرى”.
وتابعت قائلة: “إن الدليل الذي توصلنا إليه يُظهر أن العقيق قد تشكل قبل انفجار النيزك خارج سطح كوكبه الأم وتنقله في الفضاء، وهبوطه في نهاية المطاف على القارة القطبية الجنوبية بكوكب الأرض”.
هافينغتون بوست