تبرز كسوة العيد منذ أمد بعيد وحتى قبل سنوات قليلة خلت، كحاجة مجتمعية مهمة لدى الأسر كافة، إذ تحرص على شراء الكثير من الملبوسات، جاهزة أو (مفصلة) لدى الترزية كالجلابيب والعراريق وتطريز الثياب بالنسبة للنساء، لكن ومع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد تراجعت مرتبة كسوة العيد بصورة كبيرة وأصبح الكثيرون لا يستطيعون الحصول على جزء يسير منها بسبب الفقر الطاحن والغلاء الفاحش، فضلاً عن ضعف دخول الأسر، يعجز الآباء عن شراء مستلزمات أطفالهم للمدارس، دعك من الأعياد خاصة في السنوات الأخيرة بسبب الوضع الصعب الذي يعيشه الجميع.
الاتجاه للملابس المستعملة
وفي موازاة ذلك وحتى يستطيع البعض زرع الفرحة وسط أطفاله شرع الكثيرون في الاتجاه صوب الدلالات للشراء من واقع رخص أسعار الملابس التي تعرض هناك. وفي السياق يقول علي محمد لـ (اليوم التالي) لو كنت أملك المال لاشتريت عشرة أقمصة على الأقل من هذه الملبوسات الجميلة، ويضيف بعض الباعة يفرشون أقمصة وبناطلين بعضها جديد وبعضها الآخر مستعمل، ولكنه يتفوق على الجديد بخامته المتينة وألوانه الزاهية، وتلك الملابس المستعملة ورغم جمالها وتميزها، فإن أسعارها في متناول يد كل من يريد اقتناءها، وقد الحل الوحيد للكثير من الأفراد والأسر.
خيار الدلالات
يقول محمد فرح الذي يعمل في الدلالة في سوق ليبيا إن أسواق الملابس المستعملة التي يطلق عليها الدلالة بدأت تنتعش مؤخراً كثيراً، ويرجع سبب حركة البيع التي انتظمت الدلالة بحسب وصفه إلى ارتفاع أسعار الملابس الجديدة هذه الأيام مما دفع الناس إلى العودة لشراء الملابس القديمة. وأبان أن الكثير من المواطنين لا يستطيعون شراء الملابس الجديدة لأن القميص الرجالي من الماركات الشعبية أصبح سعره يتراوح ما بين (90-150) جنيها والجلابية ما بين (100-150) جنيها، ولهذا أصبح الإقبال على الدلالة واردا وغير مستبعد لقطاع كبير من المواطنين حتى الموظفين.
للظروف أحكام
زيارة سوق الدلالة لم تعد حكراً على طبقة بعينها، بل هناك الكثير من الناس أصبحوا يقبلون عليها بصورة راتبة بحسب عمر الطاهر الذي قال ارتفاع الأسعار جعل حاجة الناس تشبه بعضها، ولهذا لم تعد هناك غرابة في الشراء من أسواق الدلالة. وأضاف لم ينحصر أمر الشراء من الدلالة على الملابس فقط، بل أصبح بعض المواطنين يشترون كل حاجياتهم منها، بحجة أن أسعارها معقولة وتوجد فيها بضائع جيدة مقارنة مع الجديد المنتشر في الأسواق.
وضعية خاصة عند المقتدرين
وعلى العكس من الظروف الصعبة التي يعاني منها قطاع عريض من الناس، نجد أن هناك آخرين أوضاعهم جيدة جداً، ويقصدون المحال الكبرى والمولات لشراء الملبوسات لأسرهم. وفي السياق يقول حامد الصادق صاحب محلات في مول الواحة إنه ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة إلا أن هناك عدداً مقدراً من الناس يقصدون مول الواحة للتسوق. وأضاف: رغم ارتفاع الأسعار إلا أن البعض لا يجادل في السعر ويشرع في الشراء علي الفور. وأردف: في بعض الأحيان يقتني الكثيرون ملابس كثيرة تمتلئي بها السيارات وهي تمثل كسوة كاملة.
الخرطوم – صديق الدخري
صحيفة اليوم التالي