الحكومة تكرهنا، لماذا؟، وساذج من يسأل لماذا لا تحبنا الحكومة،؟ تنفرد بالسلطة ولا تقبل بالآخر رأياً أو شخصاً، الحكومة تعاملنا بغير احترام وبسخرية واستخفاف، وتخاطبنا بكلام ومفردات غير مهذبة، وأحياناً تتجاهل حتى وجودنا، طاف بذهني سؤال أعتقد أنه يفسر كل شئ لماذا أهل الحكام متجهمون ولا يبتسمون، وبعضهم يضع نظارات سوداء؟ وتبدو عليهم القسوة، وتغيب عنهم قيم التسامح والعفو، فهم غلاظ القلوب ولا يرحمون حتى بني حزبهم؟ هل هي حالة مرضية؟ فما أن (فرفر) فيهم أحد بعد إبعاده من المنصب، إلا وتحول الى معارض يبذ المعارضة (الأصلية) في صب جام غضبه على من كانوا إخوته حتى قبيل ترك المنصب، المصيبة إنهم كلما استمروا في الحكم ازدادت كراهيتهم لنا، وفعلوا الأفاعيل في بلاد لا يحسونها ولا يعرفون، نحن في نظر الحكومة مجرد أرقام، الأحياء والموتى أرقام، والمرضى والعاطلين والمتطلقين أرقام والأرامل والأيتام، قتلى الحروب وحوادث المرور أرقام، والفقراء أرقام، التضخم مجرد رقم، سعر الدولار رقم ولا فرق بين رقم وآخر..
ترسانة من القوانين المقيدة وليس المنظمة تطبقها الحكومة على الشعب دون هوادة، الحكومة ترفض أن يقيدها قانون واحد هو الدستور، الحكومة تعرقل محاربة الفساد والفاسدين، وتقول فينا ما لم يقله مالك في الخمر، بسبب هذه الحكومة فرضت على بلادنا عقوبات منذ عهد كانت شعاراته (أمريكا وروسيا قد دنا عذابها)، وحتى الآن تعجز الحكومة عن رفعها، رغم أنها قدمت كل التنازلات المطلوبة وغير المطلوبة، لا شك أن حدوث الضرر ممكن أن يكون أحد أسباب الكراهية، ولكن أن يضرك شخص أو جهة، ويكرهك بعد ذلك فهذا يحتاج إلى تفسير من علماء النفس والاجتماع، الحكومة تكره الشعب لأنها تعلم، أنه يبادلها الكراهية، وأنه يدعو عليها صباح ومساء، ويتمنى زوالها بين ليلة وضحاها،
قيادات هذه الحكومة كذبوا على الشعب منذ 1989م واستمروا يكذبون حتى اليوم ولا يخجلون، بدأت القصة منذ أن قال المرحوم الترابي للرئيس البشير (اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب الى السجن حبيساً)، إلى أن قال (أقررنا فقه السترة، حتى لا تهتز السلطة في أيدينا والمعارضة تلقى فينا فرصة.. كان هذا خطأ بالطبع، وكان سبباً لفساد الإسلاميين.. لقد فسد الإسلاميون فساداً عظيماً، وقال (إخوة تربوا في حركة دينية ثلاثين سنة وفسدوا، يتقابلون وظاهرهم أخوك في الله .. أخوك في الله، يتآخون ويبيتون معاً ويتعاشرون.. ولكنهم في حقيقة الأمر مفسدون وطغاة حتى على بعضهم)، الترابي قال إن أكبر الأخطاء كانت في الاعتقالات وملاحقة الناس وحرياتهم، حيث قام جهاز المخابرات باعتقال السودانيين وتعذيبهم فيما عرف بـ(بيوت الأشباح)، وقال: (انتشر الفساد تحت سمعي وبصري.. وعجزي)، نواصل..