قبل أي انتخابات لاتحاد الكرة المحلي بودمدني وفي الوقت الذي ينتظر فيه الشارع الرياضي أن تفضي نتائج الانتخابات إلى وضع خارطة طريق وآليات فعالة وجديدة وان تكون بداية لكتابة تاريخ جديد وان تأذن بقطيعة الماضي المؤلم الذي عشناه دمعاً وحزناً ( أشد من دمع وحزن الخنساء على صخر) كنا نأمل فيه أن يخرج فيها المرشحون لتبوء قيادة إدارة اللعبة ببرامج مختلفة زاخرة بالأفكار العلمية والعملية وبفلسفة تليق بأرض المحنة موطن النجومية والإبداع والمبدعين في شتى المجالات وتواكب التطور العالمي والتقني لأننا عانينا من الآلام والحزن كثيرا وصبرنا أكثر مما يجب على الأخطاء المستمرة التي لم يراعي فيها المنتخبون المصلحة العامة لمدني حيث كانت الأخطاء تأتي تباعا ومعظمها أخطاء فنية وإدارية لا تدل على مهنية صاحب القرار( وضل من كان العميان تهديه).
عندما نراجع تاريخ الإنتخابات السابقة نكتشف أن معظم المرشحين لم تكن لهم سياسة واضحة ومعلنه ولم تكن لهم برامج واضحة أمام القبيلة الرياضية وطيلة رحلة الحزن التي عشناها مع الإتحادات السابقة لا يوجد مرشح واحد قدم برنامجاً مقنعاً وإن معظم ما كان يحصل كان عبارة عن تصريحات لوسائل الإعلام والمنتفعين لا تتناسب طموح الرياضيين في حاضرة الولاية ولا تعطي الثقة بان الكلمات التي أطلقها أصحابها سنعمل ستنفذ كلها وعود زائفة تذهب أدراج الرياح عندما يفوزون ولذا يجب على الناخبون من قيادات الأندية ومعهم الجمهور معرفة خبرة المرشحين لرئاسة الإتحاد وأن يحظى المرشح بالاحترام وأن تكون لديه الخبرة والأدوات اللازمة للقيادة ويضع أمام الجمهور الرياضي الأمور التالية:
الإعلان عن النقاط الأساسية والمهمة في برنامجه المرتبط بالعديد من القضايا المصيرية المتعلقة بالكرة في ودمدني الكشف عن القرارات والخطوات التي تساهم في تطوير اللعبة وهو الهدف المنشود الذي نسعى للوصول إليه ولا ضير من تحقيق هذا الهدف عبر مراحل وضع الأفكار الأساسية لبرنامج إعداد منتخب الولاية والإعلان عن هوية كادره التدريبي الإهتمام بالفئات السنية أسلوبها هدفها مشاركاتها إعدادها تسليمها بيد مدربين عالميين باعتبارها تمثل مستقبل الولاية والدولة رفع مستوى بطولة الدوري المحلي من ناحية التعامل مع البطولة بشكل إحترافي من ناحية المواعيد الحيادية الجوائز، إنشاء مدينة رياضية طبقاً للمواصفات الدولية، إعادة زراعة أرضية ملعب إستاد ودمدني بالعشب الطبيعي بدلاً من العشب الصناعي تمشيا مع قانون الفيفا الذي صدر مؤخراً بمنع اللعب علي الملاعب ذات العشب الصناعي.
نعود لملف الإنتخابات ثلاثة مجموعات تخوض غمار المنافسة، مجموعة الريادة لتي تجد قبولا كبيرا من الوسط الرياضي فقائدها شخصية معروفة في الوسط الرياضي خبير بأدوات اللعبة وله خبرة واسعة في المجال الرياضي ، مجموعة التطوير بعد أن أزيح منها بتكتيك عال قائدها أخي العزيز الحبيب طارق سيد احمد الرئيس السابق ويقودها الآن الأستاذ معتصم عبدالسلام أمين عام حكومة الولاية سكرتير الإتحاد السابق والرئيس الحالي ، المجموعة الثالثة لبيك يقودها العقيد عبدالمنعم حسين ومحمد عبدالله حامد غير معروفة للوسط الرياضي فانسحبت من السباق بهدوء، بدون ضوضاء.
الشارع الرياضي كان يترقب عودة الريس عبدالمنعم لقيادة الإتحاد منذ بداية السباق والجولات التي كسبتها مجموعة العودة ولكنها إنسحبت من السباق عندما شعرت أن (الجو ملبد بالغيوم ) وأصدرت بياناً يوم الخميس 18 رمضان ممهور بتوقيع الرئيس والمقرر وأضحت فيه أسباب الإنسحاب بتدخل جهات عليا بصورة خاصة في تغيير وجهات نظر الأندية ، تفشي الفساد وشراء الذمم ،عدم إلتزام مناديب الأندية بقرارات إداراتها الملزمة نسبة لضغوط سياسية أو علاقات شخصية أو إغراءات مالية مثل ما حدث في نادي جامعة الجزيرة والتحدي والدناقلة، تعامل المفوضية بمعايير مزدوجة دخول مفوض المحلية معاقل الأندية الموالية للريادة وإفشال جمعياتها العمومية بالإضافة إلى العديد من التجاوزات التي تمت.
هذه هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إنسحاب مجموعة الريادة وفوز مجموعة معتصم عبدالسلام بالتزكية كنا نتمنى أن تكون الإنتخابات نزيهة وعادلة وشفافة هادفة إلى التغيير وان يعرف أهل مدني أن يختاروا من هم الأفضل والأصح بعيداً عن التحزب والدعومات الخفية فإن المجتمع الرياضي كان متوجس من هذه الانتخابات وليست لديه ثقة في أن تكون انتخابات نزيهة في ظل بيع الأصوات الانتخابية التي أصبحت تجارة رائجة وتحقق مكاسب سريعة.
وختاماً لا يسعني إلا أن أقول ( الكورة في مدني في ذمة الله)
لك الله يا مدني فغداً ستشرق شمسك
نجيب عبدالرحيم