عبد العظيم صالح : 30 يونيو

٭ في أول شهر بعد قيام الإنقاذ في 30 يونيو 1989م وجدت نفسي خارج أسوار الوطن في العاصمة اليمنية صنعاء!!
٭ لا مناضل سياسي ولا يحزنون!! فأنا ببساطة وجدت نفسي بلا عمل فالنظام الجديد قام بحل الصحف بعد البيان الأول مباشرة!!
٭ بعد كم شهر زار أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة اليمن وأظنه العميد صلاح كرار.. ذهبنا لدار الجالية السودانية للاستطلاع والاستماع لأحد رجال الإنقاذ!! على مقربة من كراسي الصف الأمامي التي يجلس عليها الوفد الحكومي القادم من الخرطوم وقيادات الجالية السودانية وجدت أحد الزملاء قادم مع الوفد من الخرطوم.. الرجل حيّ وموجود اليوم وهو من الذين ينطبق عليهم القول (شعب كل حكومة) سلم عليّ بحرارة وأنا كذلك فعلت!! سألني متين
في البلد دي؟؟ قلت له أنا طلعت من السودان بعد 30 يونيو!!
٭ فجأة تغيرت نبرة الرجل (المنافق) وصاح بصوت عالي امام الكبار 30 يونيو شنو؟ انت يا زول لسع ما قادر تسميها أنقلاب؟ أم ثورة!!
٭ ألجمتني الدهشة والغضب ورفعت صوتي بأعلى (نغمة) قائلا طلعت بعد الإنقلاب اها رأيك شنو؟؟ ورحت في حال سبيلي!
٭ دلالة القصة ونحن اليوم تمر علينا هذه الذكرى 30 يونيو هي دورة من دورات الحكم في السودان (لها ما لها ولها ما عليها) ما يهمنا هنا كيف نأخذ العبر والدروس.. لا زلنا في ذات المربع.. مربع البحث عن إجابة لسؤال (اعيانا) جميعاً متى تأخذ دورة الحكم حظها من الأستقرار والثبات.
٭ تمر ذكرى الثورات والإنقلابات.. نكتب ونحلل ونكرر ذات الكلام والقول ولا حياة لمن تنادي والحال ياهو نفس الحال كما قال المغني.
* قبل عامين ولذات المناسبة كتبت ما يلي:
تمر ذكرى الإنقاذ والبلاد في حاجة لإنقاذ جديدة ولكنها يجب أن تتم بالتراضي وبالحرية وبأهمية التداول السلمي للسلطة أمراً مشاعاً بين كل السودانين أساسها المواطنة القائمة على المساواة وعلى الاعتراف بالتنوع والتعدد واحترام الآخر..
في ذكرى الإنقاذ يجب أن نسأل أيضاً وبقسوة من كانوا في سدة الحكم الديمقراطية.. فهم أضاعوا حكماً جاءهم على طبق من ذهب.. ثورة شعبية سلمية أضاعوها- «الصادق المهدي وجماعته» -بالكلام ثم جاءوا بعد ربع قرن من الزمان يتباكون!!

Exit mobile version