أمس فاجأتنا محلية الخرطوم بحملات للنظام العام قادتها في مواجهة بعض الشباب والشابات الذين يلبسون على حد ما جاء في الخبر (زياً فاضحاً) وكدي خلوني قبل أن أخوض في جدلية شنو الزي الفاضح وشنو مقاييس الزي غير الفاضح! خلوني أبذل علامات التساؤل والتعجب بلا حدود لبعض أركان هذه الحكومة المصرين (يعموها) بدعوى أنهم يكحلوها، بل والحريصين من غير وعي أن (يبوظوا) علاقة الحكومة بالمواطن بسبب أو غير سبب، أقول ليكم كيف إذ أنه في الوقت الذي كان يجتمع فيه السيد الرئيس بأبنائه من الأوائل في امتحان الشهادة السودانية يخاطبهم بكل ود ويبادلهم المزاح و(الهظار) ويتبادل معهم بصبر واقفاً صور السلفي، في ذات الوقت كان هناك من يحمل شباباً وشابات على دفار النظام العام بدعوى (أنه دي لابسة بلوزة وداك لابس برمودا) ليعيدنا الفعل عشرات السنوات إلى الخلف ويجدد جراحات القمع وتضييق الحريات التي تحاول الإنقاذ أن تغتسل منها وهي تمد البراحات والمساحات نحو الآخر بكل سبل التعافي والتسامح، وناس النظام العام لا يلومهم أحد طالما أنهم ينفذون أوامر الجنرال معتمد الخرطوم الذي اتخذ قراراً أحادياً وكأن محلية الخرطوم هذه معزولة عن بقية المحليات السبع، والمصيبة الأكبر أن الفريق “أبو شنب” (طبظا) في العين الثانية وهو يلتقي بسفيرة أثيوبيا وأريتريا ليبلغهما قرارات محليته منصباً نفسه الوالي ووزير الخارجية في شأن يمكن أن يوتر ويستفز علاقاتنا مع أكثر من شعبين ربطتنا بهما علائق الود والمحبة يسكنون بيننا جيراناً أعزاء لم تشعر بنفور منهم ولم يشعروا بقطيعة منا حتى ما يمارسونه من عادات وعبادات، لم يخرج عن نطاق المعقول أو المقبول، فما الذي يجعل المعتمد يخطو هذه الخطوة وحتى لو فرضنا أنه سيمنع بعض شباب هذه الجاليات من العمل على الركشات، فكان بإمكانه اتخاذ القرار وتنفيذه بواسطة سلطاته المخولة له دون إبلاغ السادة السفراء وخلق هذه الزوبعة!! وبالعودة لموضوع الزي الفاضح فلا أظن أن الإخوة في النظام العام قد فات عليهم أو نسوا ما جره علينا (بنطلون لبنى) الذي جعلها مناضلة من مناضلات المنفى وبسببه تعرضت صورتنا في الخارج إلى هزة وزعزعة لازلنا ندفع ثمنها حتى الآن، وكان بإمكان السلطات أن توجه وتحذر شفاهة وبشكل مسموع وهي تملك الآلية لذلك بأنه على الشباب والشابات التقيد بضوابط الزي الذي لا يخدش الشعور العام والسودانيون في المجمل لا يخرجون عن هذا السياق إلا القلة القليلة، لكن المصيبة أن هذه القلة تخلق ردود أفعال أكبر من حجمها بكثير ونفقد في ذلك الكثير.
الدايرة أقوله إنه صحيح، هناك بعض الظواهر في المظهر العام لكنها لا ترقى لمستوى الحملات التي تكدر وتوتر الجو العام الذي يتأثر كثيراً بالطرزانية والشوفونية التي تمارس لتطبيق هذه الحملات.
فيا سيدي معتمد الخرطوم، لست وحدك ممن هم في حاجة لمستشارين حقيقيين بإمكانهم أن يضعوا حداً للشطحات التي تعتري بعض المسؤولين تكلفنا الكثير الذي ندفعه حتى نستطيع المخارجة منها، ويا والي الخرطوم شوف معتمدينك ديل قبل أن يعصفوا باستقرار الخرطوم ويودونا في ستين داهية، ولا أظن أنهم قد رفعوا لك التمام في كل الملفات المسؤولين عنها في النظام والخدمات والأسواق، وبالمناسبة أهم الملفات وأخطرها هو ملف الخريف الذي وإن ضرب الخرطوم كما يفعل كل عام كده كده أنتو (حتشمروا) الجلاليب و(تكفكفوا) البناطلين برمودة أها كده زي فاضح!!
كلمة عزيزة
أمس أبكتني سيدة سودانية من عامة أهل السودان الطيبين استضافها برنامج (مع كل الود والتقدير) والسيدة تعمل في مهنة بيع الشاي تحكي تفاصيل وتجاعيد وجهها كل المعاناة والشقاء الذي شهدته في حياتها، أبكتني وهي تعرض على الرائعة “رانيا هارون” أن تتقاسم معها مكاسب العمل المبلغ الممنوح لها من قبل البرنامج وقالت ليهم ده كثير نقسموا سوا، يا الله كم أنتِ عظيمة وقنوعة يا حاجة رابحة!! أنتِ بالفعل رابحة ورائعة، لكن المؤلم في القصة أنها حكت كيف أن ناس المحلية (بكشو) عدتها بين كل فينة وأخرى وتضطر لشراء عدة جديدة رغم أنها لا تملك مالاً يا حضرات المعتمدين، ماذا لو أمرتم موظفيكم بعدم التعرض لأمهاتنا وخالاتنا بائعات الشاي، وجودهم متعبكم في شنو ما تقولوا لي حيمرقكم من الترتيب الأول لأجمل وأنظف عاصمة عربية.
كلمة أعز
قريباً سأفتح الملف الخطير المثير و(روتانا سينما) مش حتقدر تغمض عينيك!!