ألقى زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي أمس سبع مقولات خلال خطاب ألقاه عبر الهاتف أثناء الإفطار الذي نظمه حزبه بالمركز العام ، سباعية المهدي لخصت الواقع السياسي والراهن وموقف حزب الأمة منه بالإضافة إلى الراهن الحزبي ، وفي المقابل أرسلت الأمين العام للحزب سارة نقد الله رسائل تحذيرية خطيرة للغاية وطالبت بمعالجة الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، سيما وأن الأوضاع الحالية من شأنها أن تقود إلى ما أسمته بثورة الجياع .
وأوصد المهدي عبر خطابه أمس الباب أمام أي تكهنات تقول بتوقيع حزب الأمة على خارطة الطريق الأفريقية بشكلها الحالي، وقال في الفقرة الثالتة من الخطاب إن الاحتقان في السودان بلغ ذروته في كل المجالات ما يجعل العام الحالي الأقرب لميلاد نظام جديد ، ومقومات الانتفاضة الشعبية السلمية اكتملت لاينقصها الآن إلا التخطيط الذي يجعلها فاتحة لبناء الوطن. فحديث المهدي عن الانتفاضة والحديث عن اكتمال مقوماتها يجعله أقرب إلى التيار الشبابي داخل حزبه الذي ينادي بإسقاط النظام وعدم التفاوض ولا الحوار معه،
بيد أنه في ذات الفقرة رجع المهدي ليمتدح بعض ما ورد من توصيات للحوار الوطني مثل المطالبة بكفالة الحريات العامة ورئاسة تنفيذية للوزارة وتحجيم سلطات الأجهزة الأمنية وكذا مذكرة الـ52 شخصية القومية.
ويمضي المهدي في خطابه مجدداً تمسك حزبه بعدم التوقيع على خارطة الطريق الأفريقية وقال إنه ومنذ مارس ورغم ان محاولات كثيرة جرت مداولات كثيرة لدفع حزب الامة للتوقيع على الخريطة الا انه وحسب المهدي فان السياسة والدبلوماسية لاتعرفان الطريق المسدود ما يعني ان المهدي لازال يترك الباب مواربا لمن يسعون لاجراء تسوية سياسية مشروطة مع الحكومة ، فالخطاب حسب مراقبون لايحمل تناقضات بقدر ما يعبر عن تيارات متباينة داخل حزب الامة القومي بعضها يدعو لاسقاط النظام والبعض الاخر يدعو للتسوية السياسية ، لكن يبدو ان أمام الانصار أراد ان يرسل عدد من الرسائل التحذيرية والتطمينية لعدة جهات الاولى للحكومة والقذثانية لجماهير حزب الامة القومي ، فالاولى تحذر الحكومة من التمسك بمواقفها الرافضة لمبادرات المعارضة وتلوح بالانحياز لخيار الانتفاضة حال تمنعت الحكومة وتمسكت بمواقفها الحالية والثانية تطمئن جماهير حزب الامة بان لا توقيع على خارطة الطريق دون تحقيق مطالب المعارضة التي نص عليها الملحق الذي دفعت به الى الوساطة الافريقية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو امبيكي .
ويكشف المهدي عن برز ما توصلت له قوى نداء السودان في الشهور الماضية ومنذ اعلان باريس في أغسطس من العام 2014، ثم نداء السودان في ديسمبر من نفس العام وقد تكونت في تلك الفترة توازن قوى جديد من شأنه التوفيق بين المركز والهامش وبين اليسار واليمين ، توفيقاً استراتيجياً يجسده الميثاق الوطني المشترك والسياسات البديلة التي سوف تحلق بالميثاق لتكوين دليل لبناء الوطني ، وينه المهدي الى أهم القرارات التي أصدرتها قوى نداء السودان في باريس واديس ابابا واجملها في الدعوة للمجلس الاعلى العشريني في ظرف شهر لتكملة كافة الاجراءات المتعلقة بالهيكلة والميثاق والبرامج التنفيذية وللتحضير لهذا اللقاء تكونت لجنة مؤهلة . وكون المجتمعون في اديس خلال الايام الماضية لجنة تنفيذية لادراة عمل النداء خارج البلاد ومهمتها تكوين شبكة عالمية لقوى نداء السودان وتكوين صندوق للتحرير ومجموعة إعلامية وتكوين لجنة تنفيذية بالداخل مهمتها تكوين شبكة للنداء في أقاليم السودان وتكوين صندوق للتحرير الداخلي .
ويبدو أن الإمام الصادق المهدي أراد أن يظهر قوة تحالف نداء السودان المتهمة بالضعف وعدم مقدرتها على تحقيق شعار إسقاط النظام في الخرطوم ،لكن القرارات التي اتخذتها تلك القوى في اجتماعاتها في أديس وباريس قرارات تصعيدية لدعم برامج الانتفاضة الشعبية لاسيما القرارات المتعلقة بصناديق التحرير والمجموعة الإعلامية والدعم السياسي والدبلوماسي لقوى نداء السودان، وليس بعيداً عن حديث الإمام حذرت الأمين العام للحزب سارة نقدالله من ما أسمته بثورة الجياع وقالت إن كل المؤشرات تؤكد أن البلاد مقبلة عليها, وأضافت في كلمتها أمس خلال الإفطار إن هذا الوضع لا يمكن الخروج منه بمطالبات للمسؤولين بإيلاء الوضع المعيشي مزيداً من الاهتمام، وإنما بقرارات وسياسات شجاعة توقف الفساد ومراجعة السياسات الفاشلة وتوجيه الدعم للريف السوداني واسترجاع الأموال المنهوبة وتأمين معاش المواطنين.
تقرير:علي الدالي
صحيفة آخر لحظة