بادئ ذي بدء تعيد (مؤسسة الملاذات) قراءة هذا (الخبر المفجع) كما ورد من مصادره، ومن ثم نناقشه في محورين إثنين، هل سيكون هذا الحادث خصما على تمدد تنظيم الدولة، وهل تنجح الجهات الفكرية والإعلامية العربية والإسلامية في توظيف الحدث، لتجفيف منابع عقيدته!!
* يقول الخبر.. شيع جموع المصلين في جامع الراجحي في الرياض، بعد صلاة عشاء يوم أمس جثمان المواطنة هيلة العريني، المقتولة غدرًا على يد ابنيها التوأم (صالح وخالد) في الجريمة الشنيعة التي وقعت فجر أمس الجمعة، بحي الحمراء في الرياض، وكشفت مصادر قريبة من الأسرة أن المجرمين أقدما على ارتكاب الجريمة جراء عدم موافقة المغدورة على سفر المجرمين إلى سوريا، وتهديدها إياهما بإبلاغ السلطات الأمنية، مما حدا بهما إلى اعتبارها (مرتدة) !!
وهزت هذه الجريمة الآثمة المجتمع السعودي، الذي اعتبر مصاب عائلة العريني مصابًا لكل السعوديين، وعبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم الشديد في تلك الفاجعة، سائلين الله أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، ويشفي الأب وابنه سليمان اللذين لا يزالان يتلقيان العلاج في المستشفى من آثار الحادث المفجع !!
* يفترض أن تقف الأمة الإسلامية كلها على سفح هذا النبأ الخطير مليًا، لمحاولة انتشال من بقي على قيد حياة هذا الفكر الضال، ومن ثم قطع الطريق فكريًا ومنطقيًا وعقديًا أمام أي ملتحقين أو متعاطفين جدد.. فأي فكر هذا وأي دولة إسلامية التي تبيح للابن أن يقدم على قتل أمه وبهذه الوحشية؟! ومن ثم يلاحق أباه وإخوته بذات الساطور والسكين!! هل إن الوالدين الذين قال القرآن فيهما: “ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما” هل يمكن للإسلام ذاته أن يشرع منهجًا للاعتداء عليهما وبهذه الصورة الوحشية التي هزت ضمير الدنيا كلها!! الإسلام أعظم من ذلك يا أيها الحمقى !!
* أتصور إن جهاتنا الدعوية الفكرية التي تفتأ تقدم صورة الإسلام المثلى للآخرين، معنية أكثر من غيرها ومطالبة اليوم قبل الغد للتحرك في كل الاتجاهات، بأن الإسلام بريء من هذا الفعل المنحرف الذي لا يمثل دين التسامح والتعايش !!
* وأتصور أيضًا أن (داعش) بهذه الجريمة غير المسبوقة تكون قد حكمت على نفسها بالفناء والإعدام!! ذلك إن نجحت الأمة الإسلامية في هذا الظرف الاستثنائي في تسويق هذا الفعل واستغلاله، وتقديم الدفوعات الشرعية والعقدية في مواجهته، على أن ما يسمى بتنظيم (الدولة الإسلامية) هو أبعد ما يكون عن الإسلام وسماحة الإسلام!! فليبحث أولئك الوحوش عن دولة ودين غير الإسلام يعلقون على مشانقه تلك الدماء والأشلاء !!
* لا نملك إلا نشاطر المملكة العربية السعودية.. ملكًا وشعبًا وأرضًا وعقيدة.. نشاطرهم همة وهم الحرب على أفكار هذا التنظيم المفترس وملاحقة منسوبيه في كل مكان، بكل الوسائل المتاحة بما في ذلك فضح ضلالة وتبيان انحرافه، حتى يقطع الطريق أمام هذه الأجيال المتحمسة التي تفتأ تأخذ علمها الشرعي من قارعة المواقع الإلكترونية !!
والله نسأل السلامة والتوفيق والثبات.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه..