عبّر زعماء بولنديون ومسلمون في بريطانيا عن قلقهم، الإثنين 27 يونيو/حزيران 2016، بعد موجة من جرائم الكراهية ذات الدوافع العنصرية، في أعقاب استفتاء الأسبوع الماضي للخروج من الاتحاد الأوروبي الذي كانت الهجرة عاملاً أساسياً في نتيجته.
تصرفات عنصرية
وقالت الشرطة إن منشورات عدائية ضد البولنديين وزّعت في مدينة بوسط إنكلترا، كما لُطخ مركز ثقافي بولندي في لندن برسم غرافيتي أمس الأحد بعد 3 أيام من الاستفتاء.
في الوقت ذاته قالت منظمات إسلامية إنها رصدت ارتفاعاً حاداً في عدد الحوادث ضد المسلمين منذ يوم الجمعة الماضي الكثير منها مرتبط مباشرة بقرار خروج بريطانيا من الاتحاد.
Ad
المجلس الإسلامي في بريطانيا الذي يضم الكثير من المنظمات الممثلة لنحو 2.7 مليون مسلم، قال إنه جرى الإبلاغ عن أكثر من 100 جريمة كراهية منذ نتيجة الاستفتاء.
ومن جانبه، قال شعاع شافي، الأمين العام للمجلس: “تواجه بلادنا أزمة سياسية أخشى أن تهدد السلام الاجتماعي”.
وقال فياض مورغال، مؤسس جماعة تراقب الهجمات ضد المسلمين، إن جماعته تلقت تفاصيل نحو 30 حادثاً، منها هجوم على مسلمة عضوة بأحد المجالس البلدية في ويلز، التي طُلب منها حزم أمتعتها للمغادرة، وصياح رجلين في وجه سيدة ترتدي حجاباً خلال توجهها إلى مسجد في لندن وقولهما: “صوّتنا من أجل أن تغادروا (بريطانيا)”.
رفض رسمي للهجمات
الموقف الرسمي البريطاني حيال الهجمات العدائية ندّد بما حصل، إذ أدان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الهجمات في البرلمان.
وقال: “في الأيام القليلة الماضية رأينا (رسماً) غرافيتياً خسيساً على مركز اجتماعي بولندي، ونشهد إساءات شفهية ضد أفراد بسبب أنهم من الأقليات العرقية”.
وأضاف قائلاً: “لن نتهاون مع جرائم الكراهية أو هذه الأشكال من الهجمات. يجب استئصالها”.
صدمة من التصرفات
الإدانة الرسمية لم تهدّئ من وقع الهجمات على بولندا، وعبّرت السفارة البولندية بلندن في بيان عن شعورها بالصدمة والقلق العميق إزاء الإساءة للأجانب، وقالت إن وزير الشؤون الخارجية البولندي فيتولد فاشيكوفسكي بحث الأمر مع وزير بريطانيا لشؤون أوروبا ديفيد ليدينغتون.
وبرزت الهجرة كموضوع رئيسي في حملة الاستفتاء البريطاني، إذ قال الداعون للخروج من الاتحاد إن انضمام بلادهم للتكتل سمح بدخول عدد لا يمكن السيطرة عليه من المهاجرين القادمين من شرق أوروبا.
ويعيش في بريطانيا عدد كبير من البولنديين منذ الحرب العالمية الثانية وزاد العدد بعد انضمام بولندا للاتحاد الأوروبي في 2004. ويعيش في بريطانيا نحو 790 ألف بولندي وفقاً لأرقام رسمية صدرت في 2014، وهم ثاني أكبر عدد لسكان بريطانيا الذين وُلدوا في الخارج بعد الهند.
وفي خارج الجمعية الاجتماعية والثقافية البولندية في لندن التي افتتحت في 1974 والمقر لأغلب المنظمات البولندية في بريطانيا رُسم غرافيتي على المبنى يطلب من البولنديين مغادرة بريطانيا.
هافغنتون بوست