مبارك عبده صالح : بشِّروا ولا تنفِّروا

دخل شاب إلى المسجد ….رن هاتفه بأغنية صاخبة وكان الحضور يترقبون الأذان للقيام لأداء الصلاة ،هاجمه البعض هجوماً عنيفاً،خرج كسيفاً مطأطئ رأسه ومن يومها لم يعد مرة أخرى. وتوجه مباشرة لقهوة تبعد قليلاً وعند دخوله أشاح بوجهه للعامل ورفع يده محاولاً طلب قهوة إلا أنه تسبب في رمي الإناء ومحتوياته في الأرض فقام العامل بضربه في كتفه خفيفاً وهي أقرب للاعتذار وذكر له بأن الأمر سوف يعالج بأخرى (وتفضل بالجلوس وخيرها في غيرها) وأصبح في حيرة من أمره، حيث بدأ في مقارنة الحدثين حيث أن الحادث الأول أرادوا له الجنة ومعهم حق بالكامل في ضرورة التقيُّد بآداب الجلوس في أماكن العبادة حتى ينصرف المصلون لعبادتهم بصورة تليق بجلال الصلاة فأوقعوه بهذا التصرف في الخروج وعدم إكمال الصلاة، بينما وبحساب العامل الدنيوي، حيث قدوم زبون يعني دفع مبالغ نظير خدمات وربما حظي هو نفسه بهذا التصرف من عائد مقدر نظراً لرد الفعل الإيجابي فكسبت القهوة زبوناً .
يأمرنا ديننا الحنيف دائماً بأن نبشِّر ولا ننفِّر ونيسِّر ولا نعسِّر يقول الله تعالى في محكم تنزيله (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولًا ليًنا لعله يتذكر أو يخشى ) صدق الله العظيم .

Exit mobile version