تدهورت الأحوال الأمنية في إقليم دارفور غربي السودان خلال شهر رمضان، وتجددت حوادث القتل والنهب والاغتصاب، فقد شهدت مدينة الفاشر مقتل مواطن ومقتل امرأة في منطقة كبكابية، واغتال مسلحون أكثرمن عشرة مزارعين في أم تجوك التابعة لمحلية كرينك ولاية غرب دارفور.
وقال ناشطون إن مسلحين يمتطون دراجة نارية أطلقوا النار على مواطن بالفاشر فأردوه قتيلا، كما أطلقت مجموعة مسلحة أخرى النار في معسكر للنازحين فقتلت بعضهم وأصابت آخرين، ونشرت أنباء عن اغتصاب سبع فتيات في معسكر شداد بشمال دارفور.
وأصدرت حكومة ولاية شمال كردفان بيانا تعهدت من خلاله بما وصفته «بمزيد من الإجراءات الأمنية المحكمة والتضييق على المجرمين»، وذلك عقب الحوادث التي انتشرت مؤخرا وطالبت حكومة الولاية المواطنين بألا تستغل مثل هذه الأحداث لخلق الفوضى حتى لاتنصرف الأجهزة الأمنية والشرطية لأي احتياطات أخرى جانبية غير ملاحقة هؤلاء المجرمين ومحاصرتهم والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، وذلك في إشارة للتظاهرات الشعبية التي انطلقت نحو منزل الوالي مساء الجمعة احتجاجا على عدم وجود الأمن وتم تفريقها بإطلاق النار من الحرس الموجود على منزل الوالي.
وقالت حكومة شمال دارفور في بيانها: «ونحن فى شهر رمضان الذي يتجه فيه المسلمون إلى الذكر والعبادة، وتصفية النفوس، أبت بعضُ النفوس الضعيفة إلا أن تعكر صفو العباد ساعية لخلق حالة من الهلع وسَطَ نفوس اطمأنت فارتكبت بعضَ حوادث الاعتداء لأغراض النهب والسلب غير مراعية لحرمة الشهر ولا لعظم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق».
وأشارت المنسقية العامة واللجنة العليا للنازحين في دارفور إلى حوداث عدة في الفترة الأخيرة منها مذبحة طور بغرب جبل مرة في العشرين من هذا الشهر والتي أسفرت عن قتل أربعة أشخاص وجرح تسعة آخرين، وتم نهب وحرق المدينة والسوق بالكامل، وحادثة أمتجوك بمحلية كرينك غرب دارفورالتي قتل فيها مجموعة أشخاص، إضافة لجرائم القتل والحصار في معسكر سرتوني بشمال دارفور وفرض اتاوات مالية ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وكذلك اقتحام معسكر الحميدية وخطف نازحين وجرح ثلاثة وإتلاف ثلاث مزارع.
وأوردت المنسقية العديد من الجرائم الأخرى مثل خطف نازحين في معسكر كلمة وإطلاق سراحهم بفدية مالية ومنع النازحين من العمل وجلب الحطب. ودعت المنسية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية للوقوف مع الضحايا وحمايتهم من البطش. وناشدت أبناء دارفورالمنتمين للمؤتمرالوطني وأعضاء المجالس التشريعية والموظفين والعاملين بهيئات الأجهزة الشرطية والجيش والأجهزة العدلية والأطباء والمهندسين للوقوف مع أبناء شعبهم.
وقال حزب المؤتمر السوداني إن منطقة أمتجوك بمحلية كرينك غرب دارفور شهدت جريمة تهز الضمير الإنساني حين قتلت ميليشيات مسلحة أكثر من عشرة من المزارعين وذلك قبل أن تجف دماء ضحايا حادثة سوق نيرتتي بوسط دارفور والتي اغتالت فيها الميليشيات أربعة من مواطني المنطقة بعد أن أحرقت محال تجارية وروعت الإطفال والنساء.
وأوضح الحزب أن مدن الجنينة ونيالا وزالنجي شهدت حوادث نهب وقتل متفرقة، حتى جاء اغتيال الطالب بالمستوى الثالث كلية القانون جامعة النيلين عبدالله فضل رحمة بواسطة مجهولين أمام منزل أسرته بحي الوحدة بالفاشر، مضيفا أن هذه الحادثة هي الرابعة من نوعها خلال هذا الشهر بالفاشر.
وطالب الحزب جميع قوى المجتمع السوداني الحية والداعية للتغيير لبناء جسور الثقة بين السودانيين والسودانيات بتشكيل وعي جمعي مشترك وضمير إنساني مشترك لتفويت الفرصة على النظام بتجزئة قضايا الشعب، وألقى المسؤولية فيما يحدث على عاتق الحكومة والاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي.
وأصدرت حركة العدل والمساوة بيانا حول مجزرة أمتجوك في ولاية غرب دارفور أدانت فيه استيلاء الميليشات المسلحة على أراضي المزارعين ومنعهم من زراعتها وقتل مجموعة منهم وأضافت :» ما حدث في ام تجوك جريمة بشعة تتنافي والقيم والاعراف السماوية ولا تشبه المجتمع السوداني المتسامح ونٌحمّل رأس النظام السوداني المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية بسبب جرائمه في دارفور، مسؤولية الأرواح البريئة التي تم إزهاقها.
وناشدت الحركة المنظمات الإنسانية بتوثيق ما سمتها بجرائم النظام في دارفور والتدخل لصالح الضحايا ولفت نظر القوى الدولية إلى» استحالة الوصول إلى حل للأزمة السودانية في ظل استمرار الانتهاكات وانعدام المناخ الملائم المشجع للدخول في حوار شامل حقيقي يحقق العدالة والمحاسبة ويضع حدا للاحتراب».